في الوقت الذي تصفد فيه الشياطين، ويضاعف فيه الأجر مع حلول شهر رمضان المبارك، ينشغل كثيرون بممارسات وسلوكيات خاطئة، جهلاً أو تكاسلاً وفي أحيان كنوع من اللامبالاة. تطفو بعض هذه الأخطاء في شكل واضح في تركيبة المجتمع السعودي في الفترة الأخيرة، لتتحول في حالات كثيرة إلى عادة مستحسنة، فنهار رمضان تحول «سباتاً» وليله «معاشاً». وإذا كانت غالبية الأخطاء معروفة للناس، فهناك أخطاء قد تخفى على بعضها. يقول الشيخ محمد يونس: «معظم الناس لا يفرق بين الواقع والواجب والمفروض، لجهلهم بأهداف وحكمة الصيام، واعتقادهم أن الصيام متعلق بأحكام المتروك فقط من دون الأوامر الواجبة والمندوبة». ويضيف: «عدم استشعار اثر المعاصي على الصيام، أفرز سلوكيات خاطئة في شهر رمضان»، معتبراً أن الإسراف في الإنفاق على المأكل والمشرب من أكثر هذه الساوكيات شيوعاً. وركّز يونس على عادة السهر في الليل والنوم في النهار، «وهي ما دأب عليه كثير من الشباب في الشهر الكريم، بل تجاوز الأمر إلى تجهيز فعاليات مختلفة لشغل أوقاتهم خلال السهرة، فتنقلب حالهم وحياتهم، فيصبح الليل نهاراً والنهار ليلاً، ويجتمعون بالليل للسهر على المحرمات وفي النهار للنوم عن الواجبات، إضافة إلى تضييع الوقت في متابعة المسلسلات، والحرص على ذلك أكثر من الصيام نفسه، بل وصل الحال ببعضهم إلى تأخير الصلوات المكتوبة عن أوقاتها حتى لا يفوته شيء من هذه البرامج والمسلسلات. وأشار إلى أن ترك السحور أيضاً يلحق بتلك السلوكيات، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر أمته بالسحور حين قال: «تسحروا فإن في السحور بركة»، وكان لا يتركه إلا إذا غلبه النوم. ولفت يونس إلى خروج بعض النساء لصلاة التراويح وهن متبرجات ومتعطرات، ومنها كذلك تأخير الإفطار فمن السنة أن يعجّل الصائم إفطاره متى تأكد من دخول الوقت، فالحديث النبوي يقول: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر»، ومنها انشغال بعض الناس وبالأخص النساء في العشر الأواخر من رمضان بشراء الملابس والحلوى وتضييع أوقات فاضلة فيها ليلة القدر. ومن الأمور التي انشغل عنها بعض الصائمين بالافطار متابعة آذان المغرب، فالسنة ان يتابع المسلم المؤذن، وقد قال بعض العلماء بوجوبه ففي الحديث «اذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن». ومنها غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار فالصائم له دعوة عند فطره مستجابة وكذلك الصائم لا ترد دعوته ففي الحديث «ثلاث دعوات لا ترد دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر». ومنها عدم تعويد الصبيان والفتيات على الصيام لصغرهم والمستحب تعويدهم على الصيام. واعتبر إمام مسجد القدس الشيخ احمد عبدالقادر أن أبرز ما يقع فيه الشباب من أخطاء في شهر رمضان، الاعتكاف على مشاهدة القنوات الفضائية، والتجمع في الاستراحات وتضييع الوقت وتحويل ممارسة الرياضة إلى غاية بدلاً من أن تكون وسيلة، والانشغال بالغيبة والنميمة، فضلاً عن الانشغال عن قراءة القرآن وتدبر معانيه.