يشتكي عدد كبير من الموظفين كل عام أزمة الراتب قبيل شهر رمضان، حيث تضغط عليه مستلزمات الصيام وتدفعه للوقوف طويلاً في طوابير أمام «مكائن الصراف» في انتظار نزول الراتب بالدقيقة دون أن تمهله من الوقت لكي يلتقط الأنفاس وكأن الجيوب خاوية، الأمر الذي يتسبب في رفع الطلب على استخدام الصرافات الآلية البنكية ويصيب الحركة اليومية بالإرباك. المشهد رصده الزميل عثمان الشيخي في "المدينة" أمس حيث شهدت معظم أسواق ومراكز التجزئة والمواد الغذائية في جدة وكذلك مكائن الصرافات الآلية ازدحامًا كبيرًا بالمتسوقين بالتزامن مع إيداع مرتبات موظفي الدولة للموظفين والعسكريين البالغة 16,48 مليار ريال في حساباتهم.
وشهدت فروع المصارف التجارية في المملكة البالغ عددها 1607 فروع حركة غير عادية استعدادًا لإيداع رواتب موظفي الدولة مدنيين وعسكريين البالغ عددهم 959833 موظفًا حيث هيئت هذه الفروع نحو11071 صرافًا آليًا ليكون في خدمة الموظفين عند طلب رواتبهم تسبب الإقبال المتزايد على استخدام الصرافات الآلية إلى حدوث أعطال فنية، كانت وراء خروج شبكة البنوك من الخدمة في بعض المناطق ومنع عمل بعض الصرافات في مناطق أخرى كما تعطلت حركة المرور في العديد من الشوارع والمنافذ المؤدية لكثير من المراكز التجارية والسوبر ماركات الشهيرة المنتشرة في عدة مواقع.
وحرص غالبية المتسوقين على توفير متطلبات رمضان من المواد الغذائية والأواني المنزلية بمجرد إيداع الراتب في حسابهم في حين وجد آخرون الفرصة متاحة لشراء متطلبات العيد من الملابس والعطور وغيرها من المتطلبات الأخرى في ظل العروض والتخفيضات الكبيرة المعلنة لكثير من المعارض والمحلات التجارية المتخصصة في الملابس. وأكد متعاملون في السوق أن إيداع رواتب موظفي الدولة رفع الإقبال على الأسواق التجارية طلبًا للمستلزمات الرمضانية من المواد الغذائية وغيرها من السلع الأخرى حيث حرص غالبية موظفي الدولة على توفير متطلبات الشهر الكريم من المشروبات الرمضانية والمواد الغذائية وأدوات الطبخ. وقالوا: إن الأسعار كانت متفاوتة من موقع إلى آخر دفعت العديد من المتسوقين إلى اقتناء العديد العروض والتخفيضات التي قدمتها بعض المحلات.