قبل يوم من الموعد المرتقب لدخول رمضان المبارك، استنفرت الكثير من العائلات طاقاتها لشراء متطلبات هذا الشهر، إذ عجت الأسواق التجارية ومراكز التسوق، بالمشترين الذين توافدوا عليها في شكل مكثف ومتواصل، منذ مساء أول من أمس، وذلك من أجل الانتهاء من شراء المستلزمات الرمضانية، قبل الإعلان رسمياً عن بدء أول أيام الشهر الكريم. وشهدت أسواق المنطقة والمراكز التجارية تزاحم المتسوقين، وبخاصة بعد موجة الرطوبة العالية، التي اجتاحت المنطقة الشرقية خلال اليومين الماضيين، إذ وصلت نسبتها في الجو إلى 90 في المئة، بحسب تقارير صادرة من «الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة». ولجأ متسوقون إلى الاحتماء في المراكز التجارية، هرباً من الرطوبة العالية، إذ اجبروا على شراء مستلزماتهم الرمضانية منها، على رغم ارتفاع أسعارها. فيما أكدوا على أن عامل الزمن أصبح «حاسماً ومهماً»، وبخاصة مع بدء العد التنازلي لدخول الشهر الكريم. فيما قامت مراكز التسوق بتقديم جميع مغريات إلى زبائنها، بهدف إرضائهم، في خطوة «مفاجئة» أذهلت المتسوقين، من طريق وسائل دعائية «مُغرية»، وعروض عن «تخفيضات كبيرة»، إضافة إلى قيام بعضها بمنح جوائز وقسائم إلى المشترين. وأدت كثافة حركة البيع والشراء مساء أمس، إلى تعطل بعض أجهزة الصراف الآلي، وتوقف بعض شبكات الصرافة عن العمل في المحال التجارية، إضافة إلى التزاحم الشديد بين المتسوقين، ما أدى إلى وقوع مشادات كلامية بينهم. وبدت بعض أرفف المواد الغذائية في بعض مراكز التسوق، خالية منها، بعد الإقبال الشديد من جانب المتسوقين على شرائها، وهو ما دفع العاملين إلى إعلان حال «الاستنفار القصوى»، لسد هذا العجز، والعمل على إحضار جميع المواد الغذائية المخزنة في المستودعات، في مشهد بدا متكرراً كل عام في أسواق المنطقة. وذكر عبد الله، وهو موظف في أحد أسواق بيع الجملة، «نعاني منذ أسبوع من زحام العائلات، لشراء حاجات رمضان، ونكون في هذا الوقت من كل عام، على أهبة الاستعداد لمواجهة حجم الإقبال الكبير»، مشيراً إلى أنه على رغم «ضغط العمل غير المعقول والمزعج لنا، إلا أننا نواجه يومياً إلى جانب الزحام، مشكلات متفرقة، فكل مشترٍ يريد الحصول على الخدمة قبل الآخر، ما يعطل عملنا في إنهاء حساباتهم، وتأمين طلباتهم». وأضاف ان «شراء الناس لكل احتياجاتهم بكميات كبيرة يعطي انطباعاً بأن منازلهم خالية من أي شيء يمكن أكله، وان عادة الشراء قبل حلول الشهر بساعات قليلة ما زالت قائمة، ومستمرة من دون تغيير، وكأن رمضان يأتي فجأة ومن دون معرفة أحد بقدومه»، مشيراً إلى أن أكثر ما يشتريه المتسوقون هو الشوربة، والعصائر، والزيوت النباتية، والسكر، والرز، وكل ما يتعلق في الوجبات الشعبية. وأبان ان الأسر السعودية «تنفق كثيراً على مواد الأطباق الرمضانية، فيما ينتهي الشهر من دون أن ينتهي ما قامت بشرائه من المواد الغذائية»، مبيناً أن هذه الظاهرة «ما تزال موجودة في المجتمع السعودي إلى الوقت الراهن». وأدى تدافع المتسوقين إلى حدوث زحام مروري بالقرب من بعض المجمعات التجارية، نتيجة بحثهم عن مواقف لسياراتهم، وهو ما دفع دوريات المرور إلى التواجد في شكل مكثف ومتواصل، على رغم أن الشوارع الرئيسة بدت شبه خالية من المارة، نظراً إلى ارتفاع درجات الحرارة ونسب الرطوبة العالية. يُشار إلى أن «الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة»، أشارت إلى «احتمالية تواصل الرطوبة مع بداية شهر رمضان في بعض المناطق الساحلية للمملكة».