نالت المساعي الفلسطينية في الأممالمتحدة للحصول على عضويةٍ كاملةٍ للدولة الفلسطينية اهتماماً كبيراً في الصحف البريطانية، فقد دعت صحيفة "الديلي تلغراف" إسرائيل إلى تغيير موقفها إزاء إعلان الدولة الفلسطينية من باب الحرص على المصلحة الإسرائيلية، لأن الزمن، كما ترى الصحيفة، لم يعد في مصلحة إسرائيل، حسب موقع "بي بي سي" في إطار عرضه للصحف البريطانية الأربعاء. وتفسر الصحيفة موقفها بالقول "إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة كانت قادرةً على ممارسة سياسات التأجيل والتطويل بسبب أن الفلسطينيين لم يكونوا يتمتعون بتأييدٍ دولي كبيرٍ". وتستطرد "غير أن هذا كان في الماضي. وطبيعي أن الاحتجاجات هذا الصيف التي أسفرت عن تمكين ملايين الشباب العرب سياسياً ممّن لم يخبروا شيئاً سوى الإحباط والقهر قد جعلت الجيل الحالي من الشباب الفلسطيني رفيع التعليم يشارك هذا الشباب طموحاته. وأضافت "التلغراف" أن أسلوب المواجهة التي اتبعته حكومة نتنياهو إزاء أي تحدٍ لسيادة إسرائيل قد جعلها أكثر عزلةً دبلوماسياً وسياسياً من أي وقتٍ مضى في تاريخها الحديث. وضربت الصحيفة مثلا بحادث سفينة مافي مرمرة وتردي علاقات إسرائيل مع أنقرة نتيجته، وكذلك الرد العنيف على هجمات إسلاميين مسلحين في شبه جزيرة سيناء التي تصفها الصحيفة بالواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية قد أثارت احتجاجاتٍ معاديةً لإسرائيل في القاهرة ما أدى إلى إجلاء السفير الإسرائيلي والعاملين معه. وتستنتج الصحيفة بأن هناك تغييراتٍ رهيبةً تجري في الشرق الأوسط في القرن الحادي والعشرين، وأنه من مصلحة إسرائيل الأكيدة على المدى الطويل بالتبعية أن تعدل نهجها إزاء جيرانها. وتختتم المقالة بالتساؤل إن كانت هناك بداية لتحقيق ذلك أفضل من إيلاء مطالبة الفلسطينيين بدولة لهم الجدية التي تستحقها. أما صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فقد دعت في افتتاحيتها الحكومة البريطانية، إلى التصويت في مجلس الأمن الدولي لمصلحة اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية. وتحت عنوان "طلب اعتراف على بريطانيا دعمه" تصف الصحيفة موقف ويليام هيغ وزير الخارجية البريطاني، من المسألة بالملتبس فهو كما تقول "لا يريد خذلان حلفائنا الأمريكيين، لكنه يدرك أن التصويت ضد الفلسطينيين لن يقابل بارتياحٍ لدى الناخبين البريطانيين وإحساسهم بتطبيق العدالة". وتدعم الصحيفة موقفها بالإقرار أولاً بشرعية ما تصفه بمخاوف إسرائيل على التعايش السلمي مع الفلسطينيين ممّن يرفضون قبولها كوطنٍ للشعب اليهودي إلا أنها ترى أن من المبالغ فيه الزعم بأن العملية السلمية ستتضرّر بخطوات الفلسطينيين للفوز باعترافٍ دولي. فلم تشهد هذه مفاوضات سلمية جادة منذ نحو عقدين على الأقل جزئياً بسبب تكتيكات إسرائيل لتأجيل الموضوع ومواصلة بناء المستوطنات غير الشرعية. كما أن نتنياهو سلك منهجاً معرقلاً إلى حد الاستفزاز ودون مجهودٍ يُذكر لتشجيع الفلسطينيين على الانضمام إلى مائدة المفاوضات. واعتبرت الصحيفة أن الفلسطينيين قاموا بما يكفي لبناء مقومات الدولة حسب شهادة صندوق النقد والبنك الدوليين وكذلك الأممالمتحدة الذين أكدوا جميعا أن البنية التحتية قد أصبحت جاهزةً أخيراً بما يناسب دولة مستقلة. وتشير "الإندبندنت" إلى ضغوطٍ شديدة تمارس عليهم لنبذ هذا المسعى. فإسرائيل كما تقول تحتفظ بحقها في الرد مهددة بضم الضفة الغربية أو احتجاز أموال الضرائب والتعرفة الجمركية التي تجبيها بالنيابة عن السلطة الفلسطينية. وتقول الصحيفة "وحيث إن هذه الأموال تمثل ثلثي الميزانية الفلسطينية فسيصيب ذلك السلطة بالشلل. كما يتردد بأن الكونغرس الأمريكي قد يلغي المعونة التي يقدمها للسلطة ومقدارها 500 مليون دولار سنوياً". وخلصت "الإندبندنت" إلى "أننا نعيش أياما خطرة مهما كان مسلك اللاعبين الرئيسين. فإذا لم يمض الرئيس الفلسطيني قدماً في طلبه للأمم المتحدة فقد تتحول مظاهرات مؤيدة للطلب إلى انتفاضةٍ جديدةٍ بمواجهاتٍ عنيفة مع إسرائيل. وقد تمتد هذه بسهولة إلى أنحاء المنطقة التي جعلتها الثورات العربية أخيراً أشد حساسيةً لدعوات حق تقرير المصير، كما تقول الصحيفة التي تستطرد بأن ذلك قد يثير غضب المسلمين في أرجاء العالم مما يهدّد استقرار المنطقة وحتى يزيد خطر نشوب حرب، وهناك بالفعل تلميحات لذلك الحليف القديم للولايات المتحدة التي قدمت للسلطة هذا الأسبوع 200 مليون دولار لتخفيف أزمة السيولة النقدية التي تعانيها". وتقول الصحيفة إن الدبلوماسيين الأمريكيين والفلسطينيين يعملون بتصميم لحشد الأصوات التسعة اللازمة في مجلس الأمن، فالفلسطينيون يرون أن إجبار الولاياتالمتحدة على استخدام حق النقض سيمثل نصرا أخلاقيا بالنسبة لهم. فيما تأمل واشنطن أن تحشد من الأصوات ما يكفي ليعفيها من ذلك. وحتى الآن يتوقع أن تصوت كل من الصين وروسيا وفرنسا ولبنان وجنوب إفريقيا والغابون والبرازيل والهند. فيما نجحت واشنطن في اجتذاب ألمانيا إلى صفها وكذلك كولومبيا التي تحصل على مساعداتٍ ضخمة من واشنطن، فيما لم تحسم بعد كل من البرتغال ونيجيريا والبوسنة والهرسك موقفها بعد.