أكد عاملون في ميناء الدمام، أن المؤسسة العامة للموانئ تستنفر في مثل هذا الوقت من كل عام لاستقبال زيادة في الحركة تصل إلى 30 في المئة، مشيرين إلى أن شهور (رجب، شعبان، رمضان) من كل عام تعتبر شهور الذروة في المملكة، موضحين أن المخاوف لا تزال موجودة في شأن الميناء الجاف في الرياض، ولا نستطيع استيعاب الزيادة التي تحدث في هذه الفترة بسبب حداثة الشركة المشغلة للميناء وخروجها تواً من أزمة كبيرة. وأوضح مدير ميناء الملك عبد العزيز في الدمام نعيم النعيم - في تصريح للزميل فائق الهاني في «الحياة» - أن شهور رجب وشعبان ورمضان، تعتبر أشهر الذروة في العام بالنسبة إلى حجم العمل في الموانئ، مبيناً أن الميناء كان على استعداد تام لحجم العمل للفترة التي تسبق رمضان، وتم إعداد محطة الحاويات المعنية بأمر المناولة التي تبلغ طاقتها الاستيعابية نحو 8 ملايين حاوية للعام الحالي. وحول تأثير الأزمة الأخيرة للميناء الجاف في «الرياض» على حركة ميناء الدمام، أشار إلى أنه إذا سارت الحركة بصورة طبيعية في الميناء الجاف في الرياض، فإنها لن تؤثر في عمل الميناء، مؤكداً أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية حريصة بشكل كبير على هذا الأمر ولديها الخطط في هذا الشأن. غير أن عاملين في الميناء (فضّلوا عدم ذكر أسمائهم)، أشاروا إلى أن لدى إدارة الميناء مخاوف من أن تحدث حال إرباك في ميناء «الرياض» الجاف بسبب الزيادة المتوقعة في الحاويات في هذه الشهور، تؤثر في ميناء الدمام وتتسبب في تكدس الحاويات، وعمليات المناولة التي تتم في الميناء. وأضافوا أن المؤسسة العامة للموانئ دائماً ما تتخذ في مثل هذه الظروف الإجراءات المناسبة لمعالجة وصول طاقة الموانئ إلى حدها الأقصى والقضاء على المشكلة في فترة وجيزة، لكن الجديد في الأمر هذا العام أن هناك طفرة اقتصادية هائلة تشهدها المملكة والمنطقة بأكملها في الوقت الراهن، وقد تزامن توقيت هذه الطفرة مع فترات الذروة في الموانئ السعودية، خصوصاً ميناء «الرياض» الجاف الذي لا يزال المقاول الجديد يعمل على ترتيب أوضاعه بسبب المشكلات التي تعرض لها في الشهرين الماضيين. من جانبه، أشار المخلص الجمركي محمد السالم إلى أن المؤسسة العامة للموانئ، تقوم بتنفيذ بعض الإجراءات العاجلة بالتنسيق مع الجهات الأخرى العاملة داخل الميناء وخارجه لتسهيل الإجراءات أولاً، والعمل على تسريع وتيرة إنفاذ مشاريع التوسعة، والتركيز على ضخ الاستثمارات في تجهيزات ومعدات الموانئ، والملاحظ أن جميع الموانئ في المملكة تشهد عمليات توسع كبيرة من شأنها أن تسهل وتزيد الطاقة الاستيعابية للموانئ. وقال إن الجميع يعلم أن هذه الفترة من كل عام تشكل ذروة العمل في الموانئ استعداداً لشهر رمضان، ولفترة الإجازات والأعياد، وأن جميع الخطوط الملاحية التي تؤم موانئ المملكة تعلم جيداً أن هذه الفترة من السنة تعد فترة الذروة التي يكثر فيها الطلب على خدمات الموانئ وتزداد معها حركة السفن والبضائع. وبيّن السالم أن سفن الحاويات يتم جدولة وصولها قبل فترة، إلا أن بعض السفن التي لا تصل إلى الميناء في موعدها المجدول، وتضطر إلى الانتظار لموعد جديد أو أنها قد تقرر المغادرة إلى ميناء آخر لمتابعة جدولها الزمني، ويعد ذلك أحد أهم أسباب ترك السفن للميناء، أو بسبب وصول رحلات عدة من السفن معاً في أيام محددة من الأسبوع بدلاً من توزيعها على باقي الأيام، وهو ما يوجد نوعاً من الاختناق، ويربك الميناء والمخلصين الجمركيين على حد سواء. وحول تحول البواخر من بعض موانئ المملكة إلى موانئ أخرى، أشار إلى أن تحول البواخر في حال تأخرها يعد من الأمور والممارسات البحرية الاعتيادية، التي تلجأ إليها البواخر لكثير من الأسباب، التي يكون من بينها تأخر الميناء في استقبالها وارتباطها بموانئ أخرى.