أطلقت القوات الإسرائيلية النار على متظاهرين عرب على حدود سوريا ولبنان وقطاع غزة يوم الأحد، مما أسفر عن مقتل ثمانية على الأقل وإصابة العشرات في الوقت الذي أحيا فيه الفلسطينيون ذكرى النكبة. وأطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص على المتظاهرين في ثلاثة مواقع منفصلة؛ لمنع الحشود من عبور الحدود الإسرائيلية في أعنف مواجهة منذ سنوات. وقالت تقارير إعلامية إسرائيلية وسورية: إن النيران الإسرائيلية قتلت أربعة بعد أن اخترق عشرات اللاجئين الفلسطينيين من الجانب السوري السياج الحدودي مع هضبة الجولان المحتلة. وقال شهود على الحدود اللبنانية: إن أربعة فلسطينيين قُتِلوا بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص على محتجّين يلقون الحجارة؛ لمنعهم من عبور الحدود. وكان الجيش اللبناني قد أطلق النار في الهواء في وقت سابق في محاولة لصدّ الحشود. وعلى الحدود الجنوبية المتوتّرة بين إسرائيل وقطاع غزة قال مسعفون: إن النيران الإسرائيلية أسفرت عن إصابة 60 فلسطينياً في الوقت الذي اقترب فيه متظاهرون من السياج الإسرائيلي مع القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وفي تل أبيب صدمت شاحنة يقودها رجل من عرب إسرائيل عربات ومارة، مما أسفر عن سقوط قتيل وإصابة 17 آخرين. وتحاول الشرطة معرفة ما إذا كانت الواقعة مجرد حادث غير مقصود أم أنه متعمّد. وقال شهود عيان: إن السائق الذي ألقي القبض عليه أصابه الهياج، وهو يقود الشاحنة في وسط المدينة. وتأهَّبت قوات الأمن الإسرائيلية؛ تحسّباً لأي أعمال عنف في اليوم الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى النكبة. وفي قرية مجدل شمس التي يسكنها الدروز في مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا عام 1967 قال رئيس مجلس القرية دولان أبو صالح: إن ما بين 40 و50 من المتظاهرين من سوريا اقتحموا السياج الحدودي. وتدفَّق مئات المحتجين على المنطقة الحدودية رافعين الإعلام الفلسطينية. وحاولت القوات الإسرائيلية إصلاح الجزء المتضرِّر من السياج، وأطلق الجيش النار على مَن وصفهم بالمتسلّلين. وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل يواف موردخاي: "نرى هنا استفزازاً إيرانياً على الحدود السورية واللبنانية في محاولة لاستغلال ذكرى النكبة". ويعيش في سوريا 470 ألف لاجئ فلسطيني، ومنعت قيادة البلاد المحتجين في السابق من الوصول إلى السياج الحدودي. وقال مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية- طلب عدم نشر اسمه-: "هذا أمر مثير للريبة فيما يبدو، وواضح أنه تصرّف من الحكومة السورية؛ لإحداث أزمة عن عمد على الحدود؛ لصرف الأنظار عن المشكلات الحقيقية التي يواجهها النظام في الداخل". ويواجه الرئيس السوري بشار الأسد أكبر احتجاجات شعبية ضد حكمه المستمر منذ 11 عاماً. وفي احتجاجات في ذكرى النكبة بالضفة الغربيةالمحتلة رشق شبان فلسطينيون القوات الإسرائيلية بالحجارة، والتي ردّت بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في اشتباك بنقطة تفتيش تابعة للجيش الإسرائيلي خارج مدينة رام الله. وقُتِل فتى فلسطيني بالرصاص خلال احتجاجات في القدس يوم الجمعة. وقالت الشرطة: إنه لم يتضح مَن الذي أطلق عليه الرصاص، وأعلنت أنها تجري تحقيقاً. ووقع حادث إطلاق النار في حي سلوان بالقدسالشرقية، حيث يندلع العنف من حين لآخر بين فلسطينيين من رماة الحجارة والشرطة الإسرائيلية والمستوطنين اليهود.