فتحت هيئة التحقيق والادعاء العام بالعاصمة المقدسة (دائرة النفس)، أمس، تحقيقاً موسعاً مع وافدة من إحدى الجنسيات الآسيوية متهمة بقتل ابنة زوجها البالغة من العمر عشر سنوات بضربها بآلة حادة على رأسها بعد أن استمرأت ضربها هي وشقيقها اللذين كانا يعيشان معهما. كما تتولى الدائرة التحقيق مع والد الفتاة والطفل والذي حاول التستر على زوجته والسكوت على قيامها بضرب الطفلين ضربا مبرحا دون سبب. وكانت الجهات الأمنية قد تلقت بلاغاً عن تعرض طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات لضرب مبرح أدى إلى وفاتها. ووفقاً لتقريرٍ أعدّه الزميل علي العميري ونشرته "الوطن"، باشرت الجهات الأمنية التحقيق في ملابسات القضية بعد أن حاول والد الطفلة إيهام الجهات الأمنية بأن وفاة الطفلة طبيعية بسبب تعرضها للحمى. وقامت الجهات الأمنية بمباشرة التحقيق واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وتكليف الطبيب الشرعي بالكشف على الطفلة لتحديد سبب الوفاة، وتبين من خلال معاينة الجثة وجود آثار ضرب في جسم الفتاة وكذا شقيقها الذي كان يعيش معها ويتعرض للتعذيب من قبل زوجة الأب. وبين الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة المقدم عبد المحسن الميمان، أن الجهات الأمنية باشرت التحقيق وتم التحفظ على الأب وزوجته وإحالة القضية لهيئة التحقيق والادعاء العام واتخاذ الإجراءات اللازمة بحكم الاختصاص. وكشفت مصادر أن والدة الطفلة المتوفاة والطفل المعذب متوفاة، وهما يعيشان مع والدهما الذي تزوج من امرأة أخرى كانت تقوم بتعذيبهما وضربهما ضرباً مبرحاً بمباركة من الوالد الذي كان يساعد زوجته على ضرب طفليه، وأن والدهما حاول خلال التحقيق معه إنكار تعرضهما للضرب، مؤكدا أن زوجته كانت حريصة على تربيتهما بشكل جيد، في حين ثبت من خلال المعاينة وجود آثار ضرب مبرح بجسم الفتاة المتوفاة وكذا شقيقها. وبينت بعض المصادر أن الجهات الأمنية سلمت الطفل لعمه لتربيته والمحافظة عليه بعد أن تمت إحالته إلى الطبيب الشرعي للكشف عليه وإعداد تقرير طبي مفصل عن التعذيب الذي تعرض له بالمقارنة مع التعذيب الذي تعرضت له شقيقته من أجل مواجهة زوجة الأب في ذلك، حيث ما زالت تنكر تعذيب الطفلين.
وأكد عم الطفل المعذب والطفلة المتوفاة، شوكت خان، أن ما قامت به زوجة شقيقه أمر لا يقره دين ولا عقل، وسوف تنال الجزاء الرادع من الجهات المختصة، مؤكدا أنه سيحافظ على الطفل المعذب (رضوان) وسيعتبره واحداً من أبنائه وسيوفر له كل ما يريده ويعوّضه عمّا تعرّض له من تعذيب. من جهة ثانية أكد أستاذ التوجيه والإرشاد في جامعة أم القرى الدكتور عبد المنان بار، أهمية معاقبة زوجة الأب وتطبيق أشد العقوبات بحقها للجرم الذي ارتكبته، إن ثبت أنها هي التي قامت بتعذيب الطفلة حتى وفاتها، كون ما قامت به عمل لا يقره دين ولا عرف، متسائلاً كيف تقدم امرأة بقلبها ذرة من الإيمان على قتل طفلة بريئة دون وجه حق؟ وشدد بار على أهمية تهيئة شقيق الطفلة المتوفاة والذي تعرض للتعذيب تهيئة نفسية شاملة وإزالة آثار الخوف التي يعيشها بسبب سوء المعاملة.