وصل الأحد إلى قطر وزير الصناعة والتجارة والعمل الإسرائيلى بنيامين بن اليعازر للمشاركة فى المنتدى الاقتصادى العالمي ليكون أول وزير إسرائيلى يتوجه إلى قطر منذ الزيارة التى قامت بها وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبى ليفنى في نوفمبر 2008. وقالت وزارة الصناعة والتجارة والعمل الإسرائيلية في بيان إن آخر زيارة إلى قطر قام بها وزير إسرائيلى يتابع الشئون الاقتصادية تعود إلى نحو تسعة أعوام. وذكر البيان أن بن اليعازر "يأمل إقناع نظرائه فى الشرق الأوسط والخليج باللجوء إلى التكنولوجيا الإسرائيلية بهدف وضع حد للمأزق الذى تشهده العلاقات بين إسرائيل وجيرانها". وقال موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على الانترنت إنه يتوقع أن يلتقى بن اليعازر خلال زيارته إلى قطر مسئولين من دول أخرى ورؤساء شركات عالمية، وسيدعو إلى دفع التجارة والاستثمارات فى الشرق الأوسط وتحسين العلاقات الاقتصادية والسياسية فى المنطقة.
وقطعت قطر علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل وأغلقت مكتبا للتمثيل التجارى فى الدوحة احتجاجا على الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة بين ديسمبر 2008 ويناير 2009 الذى أسفر عن مقتل أكثر من 1400 فلسطينى. فخلال مؤتمر القمة العربى بالدوحة فى يناير 2009 طلبت حكومة قطر من رئيس البعثة الإسرائيلية فى الدوحة روعى روزنبليت مغادرة الدولة. وإضافة إلى قطر، أقامت سلطنة عمان علاقات مع إسرائيل قبل أن تقطعها مع نهاية عام 2000 إثر اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية. وفى يناير الماضى، شارك وزير البنى التحتية الإسرائيلي عوزى لاندو فى اجتماع للوكالة الدولية للطاقة المتجددة فى أبوظبى. لكن الإمارات العربية المتحدة شددت آنذاك على أن وجوده لا يعنى تطبيعا بين البلدين. وذكرت صحف إسرائيلية قبل أسبوعين أن إسرائيل رفضت طلبا تقدمت به قطر لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين مقابل تنفيذ مشاريع قطرية فى قطاع غزة وبسبب معارضة أمريكية أيضا. ونقلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية فى 18 مايو الجارى عن مسئول سياسى إسرائيلى قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيجدور ليبرمان رفضا استئناف العلاقات مع قطر مقابل السماح للدوحة بتنفيذ مشاريع لترميم قطاع غزة وإدخال مواد بناء إليه. وأضافت الصحيفة أن قطر مررت خلال نصف العام الماضى عدة رسائل إلى إسرائيل عبر قنوات سرية أمريكية وفرنسية وأيضا من خلال محادثات أجراها مسئولون قطريون مع دبلوماسيين إسرائيليين. واقترحت قطر استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح الممثلية الإسرائيلية فى الدوحة، مقابل أن تتولى قطر مسئولية ترميم قطاع غزة وأن تنشر إسرائيل رسالة إيجابية تجاه قطر ومكانتها فى الشرق الأوسط. وفى أعقاب تقديم الاقتراح القطرى تم إجراء مداولات فى وزارة الخارجية الإسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء برز خلالها خلاف بين فريق يؤيد استئناف العلاقات مع قطر والموافقة على طلبها وبين فريق يرفض استئناف العلاقات بادعاء أن قطر اختارت التحالف مع إيران وحماس ولذلك لا ينبغى "منحها هدايا". وقال المسئول الإسرائيلى لصحيفة "هآرتس" إنه فى نهاية المطاف تم رفع الموضوع من جدول البحث فى أعقاب معارضة أمريكية.