أفادت صحيفة «هآرتس» العبرية أمس بأن إسرائيل رفضت طلب قطر استئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما وإعادة فتح الممثلية الإسرائيلية في الدوحة، في مقابل تسلم قطر المسؤولية عن جهود إعادة إعمار قطاع غزة والسماح لها بتنفيذ مشاريع بناء ضخمة فيه، وأن تصدر إسرائيل بياناً رسمياً يحمل رسالة إيجابية عن قطر ودورها في الشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي كبير قوله ان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان رفضا التجاوب مع الاقتراح القطري الذي قدم للمرة الأولى قبل ستة أشهر، «جراء التقارب الحاصل في العامين الأخيرين بين قطر والمحور المتطرف بقيادة إيران». وتابع أن محاولات قطر لاستئناف العلاقات مع إسرائيل التي قطعتها مع بداية الحرب على غزة أواخر عام 2008 تمت من خلال رسائل إلى إسرائيل عبر قنوات مختلفة وعبر الولاياتالمتحدةوفرنسا وأيضاً في اتصالات مباشرة مع ديبلوماسيين إسرائيليين. وأشارت الصحيفة إلى أن نقاشاً دار في وزارة الخارجية وفي مكتب رئيس الحكومة بين مؤيد ومعارض للاقتراح القطري، وأن المعارضين سوغوا موقفهم بأن قطر اختارت التحالف مع إيران وحركة «حماس»، ولهذا «لا سبب لمنحها هدايا» وتم حسم الموضوع. وتابع المصدر أن قطر جددت قبل شهرين الاقتراح لكن نتانياهو وليبرمان قررا رفضه مرة أخرى. وأوضح أن نتانياهو ووزير خارجيته تعاملا بإيجابية مع المقترح، إلا أن رفضهما نجم أساساً عن اشتراط قطر استئناف العلاقات بالسماح بإدخال كميات كبيرة من الاسمنت ومواد البناء لقطاع غزة. وتابع أن الكميات الكبيرة من الأسمنت ومواد البناء التي طالبت قطر بإدخالها تتيح ل «حماس» بناء تحصينات تحت الأرض ومواقع تستخدمها لإطلاق صواريخ على إسرائيل «وهذا يتعارض ومصالح إسرائيل الأمنية». ولفتت «هآرتس» إلى أن موقف نتانياهو يتناقض وموافقته على طلب فرنسا نقل 30 طناً من مواد البناء إلى القطاع الخميس الماضي. وفي المقابل رفض نتانياهو أول من أمس طلب وزير خارجية بلجيكا إدخال مواد بناء للمشروع الذي تنفذه حكومة بروكسيل لتأهيل مستشفى في خان يونس، واقترح عليه بناء المستشفى من ألواح الخشب «كما تفعلون في أوروبا».