ألقت فِرَق من مرور الرياض القبض على 11 شخصاً في ثلاث عمليات لمفحطين في عدد من الأماكن المختلفة في الرياض مساء أول أمس الخميس، وحاول بعضهم الهرب، إلا أنه أُلقي القبض عليهم، ما عدا اثنين تم التعرف عليهما، وجار احضارهما. وتشير التفاصيل التي حصلت عليها "سبق" إلى أنه في ظل استمرار الجهود الأمنية لمرور الرياض في رصد المفحطين والمخالفين مرورياً، كقطع الإشارات وإزعاج الآخرين، ومن خلال المسح الميداني للمرور السري المُكلف بمتابعة عملية التفحيط، تمت ملاحظة سيارة من نوع "كابريس" سوداء، موديل حديث، ومن دون لوحات، ومظللة بالكامل، تمارس التفحيط، وبرفقتها موكب "مُعزز" لها في التفحيط، مُكون من 50 سيارة تقريباً، بشارع التخصصي مع دوار عثمان بن عفان باتجاه الشمال، وتوجهوا إلى غرب جامعة الأميرة نورة لممارسة التفحيط؛ فتم وضع نقطة مرورية للتقفيل عليهم.
وعند ملاحظة صاحب الكابريس، الذي يُدعى المفحط "شَطحة"، المُتابعة المرورية له فرّ حتى اقترب من نقطة المرور، وحاول تلافيها بسرعة عالية للغاية، إلا أنه ارتطم في الرصيف الجانبي، وانحرفت سيارته؛ لتصطدم بإحدى دوريات المرور محدثة تلفيات فيها، قبل أن تنحرف مرة أخرى، وتصطدم في إحدى النخلات على جانب الطريق.
وعلمت "سبق" أن مجموع من كان في السيارة خمسة أشخاص، ترجلوا منها محاولين الهرب، إلا أنه ألقي القبض على ثلاثة منهم، فيما هرب الاثنان الآخران في سيارة أخرى من نوع "هايلكس" من دون لوحات كانت ضمن المرافقين في الموكب.
وقد تابعت الدوريات السرية صاحب الهايلكس، الذي حاول الفرار حتى اصطدم في دوار أنس بن مالك مع طريق عثمان بن عفان؛ لتنحرف السيارة عن مسارها، فحاول من فيها الهرب، فيما أُلقي القبض على اثنين كانا في السيارة، إلا أن اثنين آخرين تمكنا من الهرب، وتم التعرف عليهما، وجار القبض عليهما من قِبل الجهات الأمنية.
وعلمت "سبق" أن أعمار المقبوض عليهم تتجاوز ال 22 عاماً، باستثناء حدث (14 سنة) ؛ ما حوَّل الأمر إلى شبهة جنائية، وكانوا جميعهم طلاباً، وتمت إحالتهم إلى الشرطة للانتهاء من الأمور الجنائية، والعودة مرة أخرى للمرور للانتهاء من المخالفات المرورية الخاصة بهم، فيما تم حجز المركبتين اللتين اتضح لاحقاً أنهما باسم شخص واحد.
وفي اليوم نفسه من مساء الخميس لاحظت إحدى دوريات المرور صاحب سيارة من نوع "كرايسلر"، موديل حديث، من دون لوحات، يمارس التفحّيط على طريق الأمير تركي الأول؛ فتمت محاولة استيقافه من قِبل المرور، لكنه رفض، واستمر في محاولة الهروب والمراوغة، كما حاول باستمرار صدم سيارة الدورية.
وبعد مدة أوقفته سيارة الدورية بالقوة الجبرية، بعد أن اصطدمت به لإيقافه، وترجل من في السيارة، وعددهم ثلاثة أشخاص، محاولين الهرب، إلا أنه ألقي القبض عليهم في حينه، وتبين لاحقاً أنهم في حالة غير طبيعية، وأُحيلوا للشرطة للنظر في وضعهم الجنائي؛ ليعودوا لاحقاً للمرور للانتهاء من مخالفاتهم المرورية.
كما تم مساء أمس ملاحظة سيارة من نوع "شارجر"، موديل 2011، عنابية اللون، ومستأجرة، وذلك على تقاطع طريق أنس بن مالك مع شارع العليا، إثر قيام سائقها بالتفحيط؛ فتابعته دوريات المرور لمحاولة استيقافه، إلا أنه رفض الرضوخ لرجال المرور، واستمر في الهرب؛ فتم إيقافه بالقوة الجبرية بعد الاصطدام به ليتوقف على طريق أنس بن مالك "شمال مركز السدحان".
وقد حاول السائق كالبقية الترجل من السيارة والهرب، إلا أنه أُلقي القبض على من بالسيارة جميعاً، وعددهم ثلاثة أشخاص، واتضح أنهم في حالة غير طبيعية، وبعد تفتيش السيارة وُجِدت معهم مادة مسكرة "العرق"، فأُحيلوا للشرطة للنظر في قضيتهم الجنائية، كما تم حجز المركبة حتى يعودوا للمرور، ويتم استيفاء مخالفاتهم المرورية.
وكشفت معلومات حصلت عليها "سبق" أن متابعة المفحطين تأتي بتوجيه من مدير شرطة منطقة الرياض اللواء سعود الهلال وبمتابعة من مدير مرور منطقة الرياض العميد عبدالرحمن المقبل، وذلك بتعاون مشترك بين مرور منطقة الرياض والدوريات الأمنية وقوات المهمات والواجبات الخاصة بشرطة الرياض، والتي استطاعت خلال إجازة نهاية الأسبوع ( الأربعاء والخميس ) الإطاحة ب 23 مفحطاً و 52 متجمهراً وحجز 67 سيارة، والتعامل مع تلك الممارسات الخاطئة بمهنية وتنسيق عالي.
ويأتي كل هذا في ظل قيام المرور برصد جميع التحركات التي تدعو إلى إقامة تجمعات من أجل التفحيط، ويتم استيقاف جميع المفحطين حتى ولو بالقوة الجبرية وإيقاف كل مفحط واحتجازه وإحالته للجهات المختصة، كما يستخدم رجال المرور أحدث التقنيات للكشف عن أماكن التفحيط ومتابعة ورصد كل التحركات التي تجري، وأماكن التجمعات الخاصة بالمواكب المخصصة للمفحطين، ويتم وضع كمائن لهم واحتجازهم.
وقد حمَّل رجال المرور أولياء الأمور الذين تراخوا في متابعة أبنائهم، وخصوصاً بعد منتصف الليل في إجازات نهاية الأسبوع، التي تكثر فيها عمليات التفحيط ، فيما طالب عدد من رجال المرور أولياء الأمور بمساعدتهم على القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة "التفحيط"، وذلك بالحفاظ على أبنائهم، ومعرفة ذهابهم ومع من يصاحبون؛ كون بعض أولياء الأمور لا ينتبه لأبنائه إلا بعد وقوعهم في المحظورات الجنائية أو المرورية، ويأتي بأعذار وحُجج وظروف ليس لها اعتبار أمام الوقوع في مثل هذه الأخطاء الجنائية والمرورية.