يشهد سوق بارق حالياً أزمة إسمنت طالت بضررها الأهالي والمستثمرين بشكل كبير، وأدت إلى توقف مشاريعهم العمرانية وتأخيرها، بسبب النقص الحاد لأكياس الإسمنت وانعدامها من أماكن البيع، فيما وصل سعر كيس الإسمنت إلى أكثر من 30 ريالاً. وأكدت مصادر مطلعة ل"سبق" أن سبب الأزمة يعود إلى وجود عطل فني بمصنع الإسمنت الواقع في العرضية الجنوبية، والذي يعد الممول الأساسي لمنطقة تهامة عسير بالكميات المطلوبة؛ مما أدى إلى التقليل من إنتاجيته، وتكدس الشاحنات أمام المصنع. وقال المواطن علي محمد البارقي، والذي أوقف سيارته في طابور انتظار شراء الإسمنت من الشاحنة بالساحة الشعبية ببارق: "يصرف لكل شاحنة 600 كيس إسمنت بعد كل 20 يوماً من آخر شحنة"، مشيراً إلى أن سعر الكيس ارتفع حالياً من 15 إلى 18 ريالاً. وأوضح البارقي أن السعر قابل للزيادة إذا استمرت هذه الأزمة دون تدخل الجهات الرقابية والمسؤولة للحدّ من تبعات هذه المشكلة بشكل عاجل، حيث وصل في السوق السوداء إلى أكثر من 30 ريالاً. ووقفت "سبق" على نقاط البيع في بعض الأسواق التي تسيطر عليها عمالة أجنبية، وتبيع فيها، وتتحكم في الشاحنات والبيع بتسعيرة تخالف المعتمدة من قبل وزارة التجارة، والتي لا تتجاوز 17 ريالاً للكيس الواحد. وقال محمد غلام من على ظهر شاحنته إن كفيله أمره ببيع الإسمنت بالسعر الذي يراه في السوق، مضيفاً أن شاحنته محملة ب600 كيس إسمنت. واتهم المواطن محمد جابر البارقي، وهو صاحب منزل حديث يريد إكماله، الموزعين بأنهم السبب الرئيس في ارتفاع سعر الإسمنت، ووصوله إلى هذا المستوى؛ نتيجة احتكارهم ووضع كميات كبيرة في مستودعاتهم ومواقع غير مكشوفة (مغلقة)، وإنزال كميات قليلة للسوق؛ مما يسهم في ارتفاع الطلب، ورفع الأسعار تلقائياً، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلى توقف العمل ببعض العمائر والمنازل حديثة الإنشاء لحين توفر الإسمنت، أو اللجوء إلى السوق السوداء.