أبدى عدد من المواطنين استغرابهم من ورود رسائل جوال من متسولات على أرقامهم المنشورة في المواقع الإلكترونية والصحف، والمخصصة لاستقبال اتصالات العزاء. وقال ل"سبق" المواطن على القحطاني: "فوجئت بعد أن نشرتُ نعي وفاة أخي في الصحف بسيل من المكالمات والرسائل من سيدات من مختلف مناطق السعودية، يطلبن الصدقة، مبديات الحاجة الملحة للغذاء والدواء والتعليم". وأضاف القحطاني: "استغربتُ من وجود هذه الظاهرة، ومن اتجاه المتوسلات إلى هذه الطريقة، ومتابعة الصحف، واستغلال الأرقام المنشورة في التسول". من جهته كشف مدير مكتب المتابعة الاجتماعية بعسير، على عبد الرحمن الأسمري، ل"سبق" عن وجود الكثير من الحيل التي يستخدمها المتسولون والمتسولات، والتي تظهر كل يوم بطريقة جديدة. مبينا أنه جرى تمديد مواعيد جولات حملة مكتب المتابعة بعسير إلى ساعات متأخرة من الليل؛ للقبض على المتسولين والمتسولات. وأكد الأسمري أنه يُلقى القبض شهرياً على أكثر من 100 متسول ومتسولة، 95 في المائة منهم سيدات. مضيفاً بأن حملات المكتب مستمرة على مدار ال24 ساعة، وفي يومَيْ الخميس والجمعة. وأشار إلى أنه لوحظ ابتكار الكثير من الحيل للمتسولين والمتسولات؛ ولذلك عُدِّلت استراتيجية العمل. لافتاً إلى أن المشكلة في عودة هؤلاء المتسولين مرة أخرى إلى المواقع ذاتها بعد ترحيلهم. وعن مصادَرَة الأموال التي بحوزة المتسولين قال الأسمري: إن الحالات كافة تُحوَّل للشرطة والجهات المعنية التي تحقق في هذه المبالغ، خاصة إذا كانت مبالغ كبيرة. وقال الأسمري: "وجدنا مع البعض منهم مبالغ من 5 إلى 10 آلاف ريال، كما تابعنا خروجهم في أوقات متأخرة من الليل، وبيعهم المواقع والإشارات بعضهم لبعض!". وأضاف بأن المكتب يتابع أوضاع الذين يتسللون إلى الحدود السعودية عبر اليمن، ويحملون جنسيات مزوَّرة. مبيناً أن أمير منطقة عسير وجَّه بترحيلهم، وعدم الاعتراف بهذه الوثائق؛ لأنها غير صحيحة ومزوَّرة، ومؤكداً أهمية وعي المواطنين بهذه الظاهرة وعدم تشجيعهم للمتسوِّل بإعطائه أموالاً قد لا يستحقها، والاتجاه إلى التبرع بالزكاة والصدقة في الاتجاهات الصحيحة من خلال الجمعيات الخيرية والبرامج الخيرية التي تنظمها القطاعات المختلفة بالدولة. وأفاد بأن مكتب المتابعة الاجتماعية يتابع في منطقة عسير أحوال الخادمات، ويقوم حالياً بحل مشكلات لأكثر من 17 خادمة مع كفلائهن. مبيناً أن جميع المشكلات عبارة عن عدم الرغبة في العمل، أو خلاف مع الكفيل، ونفى وجود أي حالات عنف. وأوضح أن المكتب من خلال القسم النسائي يتابع أحوال الخادمات، كما تزورهن القنصليات والسفارات لمختلف الدول "إندونيسيا وكينيا وغيرهما من الدول"، ويجري حل مشكلاتهن مع الكفلاء وإنهاء إجراءات ترحيلهن كافة إلى بلادهن، ويتابع المكتب كذلك صرف المعونات لذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام والمعاقين والمحتاجين.