بذل مكتب مكافحة التسول بالطائف جهوداً كبيرة خلال الفترة الماضية لضبط عصابات التسول التي استغلت الموسم في تحقيق مكاسب مالية سريعة عن طريق استعطاف الموسرين وأهل الخير، وعلى الرغم من القبض على عدد من عصابات التسول والمزورين الذين استغلوا بعض الاوراق والتقارير لتأكيد عوزهم والحصول على الصدقات والزكوات بدون وجه حق إلا أن الانتشار الكبير للمتسولين ساهم في عدم قدرة المكتب على احتواء الظاهرة والتي شارك في استفحالها تعاطف المواطنون مع المتسولين وبذل الصدقات لهم ابتغاء المثوبة والأجر. وقدر متابعون ومختصون عدد ممارسي التسول بالمحافظة بأكثر من 3آلاف متسول ومتسولة منهم شريحة من المستحقين الذين يحصلون على اعانات من الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية وآخرون امتهنوا التسول في المواسم وشريحة عريضة من متخلفي العمرة من الاجانب من جنسيات عربية وافريقية بالاضافة الى المتسللين الذين يصلون الى المحافظة عبر السلاسل الجبلية التي تربطها بالمنطقة الجنوبية، وقد اثبتت التقارير ان النسبة العظمى من المتسولين المضبوطين وغير المضبوطين هم من الأجانب. وقد تنامت وسائل النصب والاحتيال الممارسة من المتسولين في مواكبة منهم لجهود الضبط حتى لا يقعوا في يد رجال الامن ورجال مكافحة التسول حيث لوحظ قيام البعض بالتسول بالطرق السريعة بحيث يوهم العابرين بأنه قدم للعمرة وتعرض للسرقة ولايوجد ما يعينه على العودة الى منطقته وبذلك يحصل على المساعدة المالية بطريقة سلسة ولكنها غير مشروعة بينما ينتشر اطفال في محطات الوقود وبجوار الاشارات المرورية بالمواقع البعيدة عن وسط المدينة لاستجداء المارة وتقوم نسوة بالتسول بجوار مكائن الصرف الآلي وعن طريق ايقاف المشاة بالشوارع وعرض معاناتها الوهمية وحاجتها، وفي ظل الامكانات المحدودة لمكتب مكافحة التسول فقد استمرت هذه الظاهرة دون أي تحجيم يذكر في الواقع المعاش. وينتشر المتسولون في أرجاء المدينة لاستدرار عطف المحسنين وتعد المساجد والجوامع ساحات مفضلة لعرض مشاكلهم المادية الوهمية والاستفادة السريعة، وفي هذا العام برزت ظاهرة انتشار مجموعات من المتسولين ينتشرون عند المطاعم ومراكز التسوق وآلات الصرف الآلي وهم يرتدون الزي السعودي من أجل ضمان تعاطف الاهالي معهم وتحقيق مكاسب جيدة من هذه الوسيلة غير الشرعية، والبعض من المتسولين يطلبون من المواطنين مبالغ معينة ليتسنى لهم شراء وجبة طعام لسد جوعهم بينما تقوم نسوة بالوقوف على جوانب الشوارع حاملين بعض الاطفال أو مصاحبين لبعض العجزة والحالات الخاصة من المعوقين لاستجداء المارة. وقد ابدت العديد من الجمعيات الخيرية تذمرها من تجمع النسوة على الارصفة وجوانب الشوارع المؤدية الى مقراتها ومنع المحسنين من الوصول الى الجمعيات وانتشال ما يحملونه من معونات عينية قبل دخولها الى مستودعات الجمعيات الخيرية كما حدث ويحدث بشارع الستين بالطائف مما يمنع وصول الصدقات والمعونات الى الكثير من الاسر الفقيرة والتي تحتاج الى مد يد المساعدة اليها. من جانبه أكد جبر الجعيد مدير مكتب مكافحة التسول أن المكتب قام بتكثيف مراقبة الاحياء من خلال دوريات تعمل على مدار الساعة وتم أيضا تخصيص رقم هاتفي للتبليغ عن مثل هذه التجاوزات. وقال الجعيد اننا في كل موسم تصل الى المدينة مجموعات كبيرة من المتسولين ومعظمهم من الوافدين الذين يصلون عبر الحدود ويمارسون التسول وهم يعلمون أن هناك من يتعاطف معهم فيكثر نشاطهم وقد تم القبض على أعداد كبيرة منهم وتم ترحيلهم الى بلدانهم، وأبان بأن هناك من المتسولين من يعملون في مجموعات كالعصابات المحترفة ولديهم من ينظم لهم هذا العمل ويراقبهم وقد عمد البعض إلى أسلوب جديد هذا العام حيث ينتشرون في مواقع محددة مثل المطاعم ومراكز التسوق ومواقع الصرف الآلي ويقف اثنان فيتسول الأول ويراقب الآخر لكي لا يقعوا في قبضة دوريات مكافحة التسول وقد اعترف بعض من تم القبض عليهم بأنهم يهربون ليشعروا الآخرين بخطر المداهمة ومن ثم محاولة تغيير المواقع التي يتجمعون فيها، وشدد على أهمية زيادة الوعي بهذه الظاهرة السلبية وضرورة التعاون من قبل الجميع لكي يتم القضاء عليها، وأهاب بالاهالي بألا يتعاطفوا مع المتسولين لأن هناك جهات تتولى شؤونهم وطالب المواطنين بالابلاغ عن الحالات المشاهدة بالاضافة الى توجيه الصدقات والزكوات الى الهيئات والجمعيات الخيرية الرسمية لكي تتولى ايصال الصدقات والزكوات الى مستحقيها ودعا الله ان يوفق الجميع الى كل خير.