كشف رئيس عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، المهندس عبدالعزيز الحقيل، عن توجه الحكومة السعودية لإطلاق أضخم شبكة خطوط حديدية تربط أقاليم البلاد بالتجمعات السكانية والصناعية، مشيراً إلى أن مؤسسته وقعت عقداً قبل ثمانية أشهر بقيمة 5.15 ملايين ريال مع المؤسسة الألمانية للتعاون الفني جي تي زد (GTZ) بالتضامن مع الاستشاري الألماني دورينر، ومكتب فايز زهير للاستشارات الهندسية، بغرض تقديم خدمات استشارية لتطوير الخطة الإستراتيجية للخطوط الحديدية للفترة من 2010 إلى 2040م. وأبان الحقيل أن الخطة الإستراتيجية للخطوط الحديدية في المملكة تشمل وضع رؤية مستقبلية واضحة ومتكاملة لما يجب أن تكون عليه شبكة الخطوط الحديدية في الفترة المقبلة، والسبل الكفيلة بتطويرها وتحسين أدائها وتعزيز الدور المناط بها في خدمة الاقتصاد الوطني، إضافة إلى رسم المسارات اللازمة لتطوير الشبكة الحالية، ورفع مستوى كفاءتها وجاهزيتها، وتحديد المحاور المطلوب توسيع الشبكة على أساسها بحسب الأولوية.
وأبان الحقيل أن المؤسسة أنجزت في مرحلة سابقة دراسة متخصصة لربط المنطقة الجنوبية بالشبكة من خلال مسارين، يصل الأول أبها بالجسر البري مروراً بخميس مشيط والطائف بطول 700 كلم، فيما ينطلق الثاني من جدة وصولاً إلى جازان بطول 660 كلم، إضافة إلى خط جدة/ ينبع بطول 300 كلم، مشيراً إلى أنه سيتم في ضوء هذا العقد التأكيد على هذه الدراسة لمعرفة مدى الجدوى من تنفيذ هذه المشاريع ومشاريع أخرى في مناطق مختلفة بالمملكة.
وأكد الحقيل أن المملكة ستشهد في القريب العاجل إطلاق مشروعين كبيرين في مجال النقل بالسكك الحديدية، أحدهما يربط وسط المملكة بالحدود الشمالية (مشروع قطار الشمال)، فيما يربط الآخر مكةالمكرمة بالمدينة المنورة عبر محافظة جدة (مشروع قطار الحرمين السريع)، إضافة إلى أن المؤسسة ستشغل في العام المقبل قطارات سريعة (200 كلم/ساعة) تقلص زمن الرحلة بين الرياض والدمام إلى أقل من ثلاث ساعات.
وأشار إلى أن هذه المشاريع في حال اكتمالها ستكون لها تأثيرات إيجابية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية والبيئية، كونها ستعمل على توفير وسيلة نقل آمنة وسريعة للمواطنين والمقيمين، كما ستعمل على خفض نسب الحوادث المروعة التي تشهدها الطرق البرية الوعرة بالمنطقة، إضافة إلى الآثار الإيجابية المهمة على تنشيط السياحة الداخلية، حيث تعتبر المنطقة الجنوبية من البيئات السياحية الجاذبة كونها ذات طبيعة جميلة، وتحوي مجموعة من المعالم الأثرية التي تؤرّخ لحقب تاريخية وحضارات إنسانية مهمة.
وأوضح الحقيل أن الشبكة في حال اكتمالها سترتبط بالجسر البري، الذي يعتبر أحد مكونات برنامج توسعة شبكة الخطوط الحديدية الذي صدرت مؤخراً موافقة المقام السامي الكريم على تنفيذه، وهو عبارة عن جسر بري يربط موانئ المملكة بخط حديدي يبدأ من ميناء جدة الإسلامي، مروراً بالميناء الجاف بالرياض وميناء الملك عبدالعزيز بالدمام وميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل، وانتهاء بميناء رأس الخير على الخليج العربي؛ مما سيكون له أثر إيجابي في نقل البضائع والمسافرين وتقليل التكاليف، إضافة إلى دوره في تفعيل موانئ المملكة والآثار الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى توفير آلاف الفرص الوظيفية لخريجي الجامعات والكليات في التخصصات المختلفة.
وأبان الحقيل أن مؤسسته تستعد لتوقيع عقد تنفيذ أعمال المرحلة الثانية والأخيرة لمشروع قطار الحرمين السريع الذي يربط مكةالمكرمة والمدينة المنورة مع ائتلاف الشعلة، الذي يضم عدداً من الشركات الإسبانية المتخصصة في تنفيذ وتصنيع مشاريع وقطارات السكك الحديدية. وأوضح أن هذه المرحلة تعنى باستكمال أعمال البنى العلوية وتوريد وتركيب القضبان الحديدية وأنظمة الإشارات والاتصالات ونظام كهربة الخطوط وتوريد قطارات الركاب بعدد 35 قطاراً ومعدات الصيانة، كما تشمل تشغيل وصيانة المشروع خلال مدة العقد البالغة 12 عاماً.
وأشار إلى أن الموافقة السامية صدرت بتكليف وزارة النقل بعمل الدراسات التصميمية لمشروع قطار دول مجلس التعاون الذي يربط دول مجلس التعاون الست بخط حديدي يبدأ من الكويت مروراً بالمملكة وانتهاء بسلطنة عمان.