أوصى عضو هيئة التدريس في جامعة الملك خالد في أبها الدكتور أحمد غنوم، بنقل مقام سيدنا إبراهيم الخليل، عليه السلام، من موقعه الحالي إلى موقع آخر قريب من الكعبة المشرفة، وقال: إن ذلك يحقق المصلحة للحجاج ويخفف من الزحام وعرقلة الطواف. جاء ذلك في الجلسة الأولى لندوة "الأمن مسؤولية الجميع" في دورتها الرابعة، التي حملت عنوان "إدارة وتنظيم الحشود البشرية". وكان مدير الأمن العام الفريق أول سعيد القحطاني افتتح في الرياض مساء أمس فعاليات الندوة التي بدأت أولى جلساتها اليوم الاثنين. وبيّن القحطاني أن الهدف من الندوة تحقيق التكامل المنشود بين جهاز الأمن والمجتمع، إضافة إلى ما تقدم في سبيل حفظ الأمن والاستقرار، مشيداً بوعي وإدراك المجتمع السعودي وحرصه على تقدم ورقي الوطن بما يقدمه أفراده ومؤسساته من أعمال حضارية تليق بمكانة وحجم المملكة. وشهدت الجلسة الأولى للندوة مشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء ورجال الأمن، وناقشوا عدداً من الجوانب الأمنية والتنظيمية والإدارية والإعلامية والاجتماعية والصحية لإدارة الحشود، لوضع آلية شاملة متطورة وحديثة يتم الاستفادة منها مستقبلاً في هذا المجال الهام والحيوي، أوصى العقيد خالد الفعر في دراسته بضرورة الاجتماع برؤساء البعثات المسؤولة عن الحجاج بوقت كاف قبل الشروع في استئجار المباني، حتى يتم التوزيع الجغرافي بمكةالمكرمة في مناطق تبعد عن المسجد الحرام ولكن في حدود الحرم، والعمل على الحد من اتجاه الحجاج بصفة دائمة إلى المسجد الحرام لأداء جميع الصلوات المفروضة؛ لعدم استيعاب الأعداد الكبيرة وضرورة التنسيق في اتجاه الحجاج لتحقيق الانسيابية في الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام. كما شدد على الاستفادة من الساحات عند أداء الحجاج طواف الإفاضة، لعمل كنترول يسمح بالدخول والخروج بلا تزاحم، وبذلك تتحقق لإدارة تنظيم الحشود أداء طواف الإفاضة وكذلك في طواف الوداع في آخر أيام التشريق للمتعجلين بسهولة ويسر. وفي تصور مقترح لتفويج الحجاج والتعامل مع حوادث الحشود وأساليب الوقاية منها، رأى العميد أحمد الشهري أن قطار المشاعر سيشارك في حل الأزمة جزئياً، لاسيما أنه سيدخل الخدمة هذا الموسم بنسبة تشغيلية معقولة. واقترح إنشاء كلية متخصصة في الطوافة، لأن ذلك يضمن تخريج كوادر وطنية تستطيع تقديم الخدمة لضيوف بيت الله الحرام بصورة احترافية، مشدداً على أهمية "نمذجة" ومحاكاة جميع الحالات الممكنة لتدفق حشود الحجاج بالحرم المكي، وتحليل أزمنة الانتقال على المحاور الرئيسة بمكةالمكرمة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية خلال فترة الحج، إضافة إلى العمل على تطوير نموذج لتقدير الطلب على حركة النقل بمكة وتقديم "نمذجة" ومحاكاة سير العربات الخاصة لكبار السن في أوقات الذروة (دراسة منطقة السعي) وتخصيص مشروع لتوثيق البيانات الخاصة للحجاج، والاستفادة منها في تحسين أداء المناسك، وتطوير أداة تخطيط وتنظيم الإخلاء في حالات الطوارئ أثناء مناسك الحج والعمرة. كما اقترح الشهري أن تدرج المملكة مواضيع التوعية بالحج ضمن أعمال مؤتمرات القمة الإسلامية، ومؤتمرات وزراء خارجية العالم الإسلامي والعالم العربي؛ لأخذ التوصية بإلزام الدول الإسلامية بتوعية الحجاج عن المناسك والتفويج قبل التوجه إلى الحج، وأن تتولى وزارة الحج مسؤولية مخاطبة الوزارات والإدارات المسؤولة عن الحج في الدول الإسلامية بضرورة توعية الحجاج قبل القدوم إلى الحج. كما اقترح قيام وزارة الحج بطباعة كتيبات ونشرات عن التوعية بآداب المناسك وبخطة التفويج وإرسالها إلى الدول الإسلامية سنوياً. وشدد الباحث على أهمية أن توفد مؤسسات الطوافة لجان التفويج إلى الدول الإسلامية للاجتماع بالمسؤولين والحجاج لتوضيح خطة التفويج إلى الجمرات وحث الدول الإسلامية بعقد دورات تدريبية عن التوعية لمن يريد الحج ومن الممكن الاستعانة بالمتخصصين في المملكة وأن يكون من ضمن شروط الموافقة للحج، شهادة تثبت حضور محاضرات وندوات التوعية، كذلك حث الدول الإسلامية على عقد ندوات داخلية في كل مدينة لبث برامج التوعية وأن تؤهل كوادر بشرية في مجال التوعية، وذلك بتزويدهم بشهادات ودبلومات عن التوعية للاستفادة منهم في التوعية بأن تكون برامج التوعية في المساجد والمدارس والمطارات ومحطات السيارات وفي الموانئ وداخل الطائرات والسيارات. وكشف معد الورقة البحثية "أهمية تنسيق الجهود الأمنية في إدارة الحشود وتنظيمها" العقيد دكتور أحمد البشري أنه واجه صعوبة الحصول على المراجع الكافية حول مفهوم إدارة الحشود كمصطلح جديد في العلوم الأكاديمية؛ نظراً لقلة عدد المؤلفات في هذا الموضوع، وفي ظل الحقيقة السابقة فقد أخذت المديرية العامة للأمن العام على عاتقها إقامة ندوة الأمن مسؤولية الجميع بدورتها الرابعة بعنوان "إدارة وتنظيم الحشود" من أجل طرح الرؤى والأفكار التطويرية بما يكفل إيجاد إطار مناسب وتأسيس مساق علمي لهذا المفهوم الهام والجديد. وخلص الباحث إلى اعتبار تنسيق الجهود الأمنية في إدارة الحشود مطلباً لا غنى عنه لإعداد جهاز أمني يتميز بالتماسك التنظيمي والقدرة على تحقيق أهداف عمليات إدارة الحشود بصورة إيجابية، وأن نجاح عملية التنسيق يرتبط بوضوح الخطة الموضوعة، والتنظيم الجيد، وكذلك جرعات التدريب التي تتلقاها الفرق المختلفة على أعمالها المشتركة، ووجود اتصالات فاعلة تسهل تدفق المعلومات وتبادلها بشكل منظم وسريع، وهذه عوامل تساهم في توحيد الجهود ومنع التداخل في أداء الأجهزة الأمنية المختلفة، وتسهم في تحقيق الأهداف المرسومة بأعلى درجة من الكفاءة وبأقل أخطاء ممكنة. وعن منهجية وآلية تنظيم الحشود في الحج والعمرة أكد مدير معهد علوم الأدلة الجنائية العميد عبدالله اليوسف أن الأجهزة الأمنية تمثّل في موسم الحج "حجر الزاوية"، ومرتكزاً مهماً لكافة الجهود المبذولة من كافة القطاعات ذات العلاقة بما يحقق أمن وسلامة ضيوف الرحمن. وفي بحث بعنوان "الاتجاهات الحديثة لإدارة وتنظيم الحشود في خدمة ضيوف الرحمن"، أوصى عضو هيئة التدريس في جامعة الملك خالد بأبها الدكتور أحمد غنوم بمنع الافتراش، ومنع الباعة والحلاقين من التوقف قرب الساحات وفي الممرات والطرق التي تكون مسارات للحجاج، ومنع نصب الخيام في مثل هذه الأماكن المذكورة، إضافة إلى تنظيم عملية تفويج الحجاج لرمي الجمرات، وتحويل قسم من الحجاج من مزدلفة إلى مكة مباشرة لطواف الإفاضة. كما أوصى بنقل مقام سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام من مكانه إلى مكان قريب من الكعبة المشرفة، وهذا يحقق المصلحة للحجاج ويخفف الزحام ويحد من عرقلة الطواف.