الرياض – علي بلال الرمي والطواف بالطائرة والتلفريك وعدم التقيد بالمواقيت. وزارة الحج: خطة تشغيلية للقضاء على الافتراش. قاضي: المفترش حجُّه باطل لعدم طاعة ولي الأمر والتسبب في الموت. السياري: منع دخول غير المحرمين ومنع الصلاة خلف المقام. الافتراش في المشاعر من أبرز الظواهر التي تسبب إرباكاً للجهات المختصة. أكدت رسالة علمية حديثة أن افتراش الطرقات في المشاعر المقدسة من أبرز الظواهر التي تسبب إرباكا للجهات المختصة في تسهيل انتقال الحجيج والمعتمرين وسلامتهم وصحتهم. وقالت الرسالة التي أعدها خالد السياري في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تحت عنوان «الزحام في المناسك أسبابه وحلوله.. دراسة فقهية مقارنة»، إن ظاهرة افتراش الطرقات والمشاعر، أعيت كثيرا من المسؤولين حتى قيل: إنه شر لا بد منه. وأنه لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة بصورة مطلقة. سلوك الحاج والمعتمر ولفتت الدراسة إلى أن من أنجح الحلول لها: سلوك الحاج ووعيه بأن هذه الظاهرة، فضلا عن كونها تعود بالضرر على الحاج المفترش نفسه في صحته وسلامة بدنه وعرضه، تعود بالضرر على إخوانه الحجيج. وهذا الإدراك الحضاري، قد يكون أبلغ من التنظيم والحزم، مع تحقيقه نتائج أفضل، فإنه وإن كان التنظيم الموفق للجهات الأمنية في السنوات الأخيرة، قد قضى على هذه الظاهرة في منطقة الجمرات، إلا أنها انتقلت إلى الطرق المفضية إلى مشعر منى، وليس من اليسير ملاحقة المفترشين حيثما كانوا مما يعزز أن الحل السلوكي لهذه الظاهر يتمتع بمقومات أفضل. الجهات ذات العلاقة وأشار السياري إلى المقارنة والإفادة من نتاج عدد من الجهات ذات العلاقة بالموضوع كهيئة كبار العلماء، ووزارة الحج، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، ورابطة العالم الإسلامي، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. أسباب الزحام تناولت الرسالة أسباب الزحام في المناسك، باعتبار المكان كالمسجد الحرام ومشعر منى ومشعر مزدلفة ومشعر عرفة، وأسباب خاصة متعلقة بالإنشاءات الفنية الإدارية التنظيمية والأخلاقية السلوكية. الطواف بالطائرة ووضعت الدراسة بعض الحلول كعدم لزوم استلام الحجر الأسود، والطواف بالطائرة للحجيج الذين يحتاجون لإجراءات أمن خاصة، وعدم تكرار الطواف والعمرة، وعدم لزوم طواف الوداع للمعتمر. منع الصلاة خلف المقام وعن حلول الزحام في العمرة من الجهة الإدارية التنظيمية، اقترحت الدراسة منع نزول غير المحرمين في صحن المطاف أوقات المواسم، ومنع أداء ركعتي الطواف خلف المقام أوقات المواسم. وجواز إلزام ملاك الأبراج السكنية المجاورة للحرم بتهيئة أدوار لأداء الصلاة مع المسجد الحرم، مع مشروعية الصلاة فيها متابعة للإمام في الحرم وإجزاء الصلاة فيها، وجواز تنظيم تأشيرات العمرة من حيث أوقاتها وأعدادها ومددها. طواف كهربائي أما حلول الزحام في العمرة من جهة الإنشاءات الفنية، اقترحت الدراسة توسيع المطاف بأدوار علوية وأدوار سفلية، والقول بجواز إنشاء وسائل آلية مساعدة في المطاف والمسعى؛ كالسيور الكهربائية، والعربات الكهربائية، والعربات المعلقة الآلية (تلفريك)، والمقطورات التي تمر فوق قضبان على مضمار محكم من جانبيه. عرفة.. الدخول ليلاً ووضعت الرسالة حلولا للزحام في الحج، وكان من أبرزها جواز الدفع إلى عرفة من منتصف ليلة التاسع نظرا لشدة الزحام والتأخر في الإفاضة من عرفة حتى منتصف الليل، وعدم لزوم أداء صلاة الظهر والعصر في المسجد بعرفة، وعدم لزوم الوقوف عند جبل عرفة، وعدم مشروعية صعوده. حلول فقه المشاعر أما الحلول الفقهية النظرية الخاصة بمشعر مزدلفة، فقد طرحت الدراسة التوسع في وقت نسك مزدلفة، من أول الليل حتى طلوع شمس يوم النحر، التوسع بإطلاق الضعفة، من الحلول المناسبة لتخفيف الزحام في المناسك، أما الحلول الفقهية النظرية الخاصة بمشعر منى، عدم لزوم المبيت بمنى لمن لم يجد مكانا بها، إطلاق السقاة والرعاة، والتوسع في توكيل الرمي، وتوسيع وقت الرمي في يوم النحر من منتصف ليلة النحر حتى طلوع فجر أول أيام التشريق، وفي أيام التشريق من زوال كل يوم بيومه حتى غروب شمس آخر أيام التشريق، وتوسيع صفة الرمي، كالرمي من الطائرة، وعدم وجوب ترتيب أعمال يوم النحر، وتوسيع وقت طواف الإفاضة، من منتصف ليلة النحر ولا حد لنهايته، بالاكتفاء بطواف الإفاضة عن طواف الوداع، وعدم تكرار التطوع بالحج. حلول إدارية وطرحت الدراسة عدداً من الحلول الإدارية الفنية فيما يتعلق بالحج، مثل تنظيم أوقات رمي الحجيج، تنظيم أعداد حجيج الخارج والداخل، تفويج الحجيج بين المشاعر، استخدام نظام النقل الترددي، جواز منع بعض الحجيج من التعجل، إمكانية استبدال الخيام بالأبراج السكنية، توسيع دائرة المرمى مع المحافظة على حوض المرمى المعهود شرعا استخدام التقنية الحديثة سواء كان ذلك في تخطيط المشاعر، أو تنظيم توافد الحجيج إلى المملكة أو الذهب منها، أو كان ذلك أثناء أداء الحجيج لنسكهم في المواقيت والمشاعر المقدسة والمسجد الحرام، أو في التنقل بينها، وإنشاء وسائل حديثة للنقل بين المشاعر، كإنشاء قطار يربط بين المشاعر، أو إنشاء أداة مترو الأنفاق، أو إنشاء القطار المعلق، أو القطار أحادي السكة، أو العربات الكهربائية المعلقة. حلول أخلاقية وسلوكية وتطرقت الرسالة لمعالجة الحلول الأخلاقية السلوكية، وأكدت أن توعية الحجيج أحد أهم الحلول الاستراتيجية لتخفيف الزحام، وتكون التوعية قبل موسم الحج، سواء حجاج الخارج بتهيأتهم لذلك في بلادهم، وكذا حجاج الداخل. ويكون ذلك بعقد دورات تدريبية، وندوات إرشادية، مع الإفادة من وسائل الإعلام في تقديم ذلك، مع ضرورة تكثيف المرشدين والموجهين الأكفاء من عسكريين ومدنيين، ومن الحلول الأخلاقية السلوكية التزام الحجيج بالأنظمة والتعليمات، واستشعارهم أن من الواجبات الملقاة عليهم شرعا الإسهام في إنجاح موسم الحج، وعدم تعكيره بالمخالفات النظامية. الافتراش مشكلة مزمنة عبدالله قاضي من جهته أكد نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة لشؤون العمرة المهندس عبدالله قاضي أن ظاهرة الازدحام والافتراش تعتبر من أكبر المشكلات التي تواجهنا، ونحن في شركات ومؤسسات حجاج الداخل نخطط ونستعد لمدة عام من أجل توفير كل احتياجات ومستلزمات الحجاج وكثيرا نجد صعوبة كبيرة في التنقل أو حتى الخروج من المخيم لتلبية متطلبات الحجاج وتوفيرها، بل إننا لا نستطيع أن نسعف حالة مرضية بسبب الافتراش من قبل بعض الحجاج. حج المفترش باطل وقال قاضي هناك أساليب لمكافحة الافتراش تبدأ بالتوعية وأن حج المفترش قد يكون باطلا لمخالفته ولي الأمر وتعطيله الحاج النظامي من أداء العبادة، وخاصة أنه يعرض نفسه وأهله للأوبئة والأوساخ والأمراض، وهو بهذا الافتراش يعطل العمل لكل الهيئات والإدارات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج وخاصة سيارة الإسعاف، فهي لا تستطيع السير لإنقاذ حالة مرضية متأزمة وقد يتسبب المفترش في موت نفس بريئة بهذه المخالفة، بالإضافة إلى عرقلة آليات الدفاع المدني وسياراته ومتابعتها لإطفاء حريق حال حدوثه وقد تحصل وفيات ويكون كل هذا في ذمة المفترش وحتى عمال النظافة لا يستطيعون المرور لجمع وتنظيف المكان. جهود الوزارة وكشف تقرير لوزارة الحج أن الوزارة وضعت خطة تشغيلية للقضاء على ظاهرة الافتراش في ساحات الحرم والمسجد النبوي الشريف والمناطق المحيطة بهما التي توجد فيها أعداد كبيرة من الحجاج والمعتمرين القادمين لأداء مناسك الحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي. وأكد التقرير أن خطة الوزارة شددت على تكثيف عمليات المتابعة والإشراف الميداني وتوفير أجهزة اتصال لاسلكية لتواصل أكثر فاعلية، وتضافر جميع الجهود من قبل الجهات ذات العلاقة لتقديم أفضل الخدمات للحجاج ومنع ظاهرة الافتراش. ظاهرة الإفتراش