على الرغم من الجهود التي بذلتها الجهات المعنية بشؤون الحج من أجل تنظيم حركة الحجيج وضمان سلامتهم ومنع التدافع والازدحام الا ان عدداً كبيراًمن الحجاج يضربون عرض الحائط بكل تلك الانظمة ولا سيما خطط التفويج لرمي الجمرات خاصة في يوم التعجل والنفرة من منى الى مكةالمكرمة. ورغم ان وزارة الحج وضعت خطة محكمة بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة وحملات حجاج الداخل لتوقيت زمن تفويج حجاجهم باتجاه الجمرات إلا أن جولة «بعثة المدينة» صباح أمس أكدت مغادرة حوالى 30% من الحجاج النظاميين مخيماتهم والتوجه الى جسر الجمرات بهدف التمركز في مداخله استعداداً لوقت الزوال للبدء في عملية الرمي ومن ثمّ التوجه الى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع.. وأكد مسؤولون في شؤون الحج والأمن ومؤسسات الطوافة ان حوالى 10-30 % من الحجاج النظاميين يتعجلون ويصعب السيطرة عليهم اواقناعهم للبقاء لليوم التالي مما يؤثر على سير خطط التفويج. معاجيني: مؤسسات الطوافة بريئة من تهمة «التواطؤ» قال محمد حسن معاجيني المطوف بمؤسسة حجاج الدول العربية إن مؤسسات الطوافة لا تستطيع الزام الحجاج الراغبين في التعجل بالبقاء حتى اليوم الثالث عشر وهي تقوم بواجبها التوعوي تجاه نشر الوعي في اوساط حجاجها بسلبيات التعجيل والمخاطر التي قد تنتج عن الزحام والتدافع وخصوصا في المسجد الحرام اثناء طواف الوداع.. ونفى ان تكون مؤسسات الطوافة هي من يدفع بحجاجها الى التعجل من اجل تخفيض التكاليف وخروجهم من المشاعر مشيرا الى ان المخيمات مفتوحة وتعمل بميزانية متكاملة حتى نهاية اليوم الثالث عشر. حجاج:التعجل في النفرة حق مشروع!! ارجع عدد من الحجاج رغبتهم في التعجل وعدم الالتزام بخطط التفويج الى رغبتهم في الفوز بموافقة السنة في توقيت الرمي بعد الزوال مؤكدين ان ذلك حق شرعي لهم. يقول الحاج عبدالرؤوف محمد اريد الانتهاء من المناسك والعودة الى منزلي في جدة وافضل طريقة ان اخرج مبكرا للرمي والتوجه للحرم قبل العصر تفادياً للازدحام.. واضاف: إن الحملات لها أوقات معينة تخرج فيها حجاجها للرمي وقد تكون متأخرة وهذا الامر لا يلزمني فأنا فيه مخيّر ولست مجبراً. ويشير الحاج يحيى قاسم انه جاء الى مدخل جسر الجمرات منذ الساعة التاسعة صباحاً ليكون في مقدمة الجموع عند حلول وقت الزوال ومن ثم التوجه للحرم للطواف قبل حلول الليل. وعن خطط التفويج وعدم التزامه بها قال: إحب ان اكون حراً ولا الزم بتوقيت معين لتحركاتي خصوصاً أني سأنهي حجتي وأعود إلى أهلي ليلاً. ويقول الحاج اسلام خليل: جئت مع إحدى مؤسسات الطوافة وخرجت للرمي وقد قدموا لنا في المؤسسة نصائح وتعليمات بعدم الخروج للرمي الا عندما يأذنون لنا بالخروج في وقت محدد تفاديًا للزحام.. لكن اريد ان افوز بموافقة السّنة في الرمي والالتزام بقوانين التفويج أمر لا يعنيني أنا وحدي. قاضي: طالبنا المؤسسات بعدم حث الحجاج على التعجل تلميحًا أوتصريحًا أكد وكيل وزارة الحج حاتم قاضي خروج نسبة محدودة من الحجاج النظاميين عن سيطرة مؤسسات الطوافة وحملات الداخل وانظمة التفويج التي أقرتها وزارته.. وأشار إلى ان ما نسبته 30% من المتعجلين هم من حجاج الداخل الذين يحرصون على القيام بعملية الرمي بعد الزوال مباشرة.. واوضح ان مؤسسات الطوافة وحملات الداخل ملزمة بخطط التفويج وحث حجاجها على الالتزام بها لكنها لا تستطيع اجبارهم بها. وقال: إن الوزارة وبتوجيه من وزيرها شددت على جميع المؤسسات والحملات البقاء حتى نهاية اليوم الثالث عشر وتقديم الخدمة للحجاج الراغبين في البقاء بشكل متكامل وعدم حثهم على التعجل لا تلميحا ولا تصريحا. وأكد قاضي أن الوزارة لن تتهاون مع المخالفين لتلك التعليمات وستفعل مبدأ الثواب والعقاب بشكل صارم هذا العام. واضاف: إن التخفيف من أعداد المتعجلين في اليوم الثاني عشر يسهم كثيراً في تفادي وقوع الازدحام سواء على جسر الجمرات أو في الحرم الشريف وهذا ما نسعى اليه ونعمل من اجله. العميد الزهراني: الحجاج غير النظاميين يفاقمون الزحام بالمسجد الحرام قال قائد القوات الخاصة بالمسجد الحرام العميد يحيى مساعد الزهراني: إن الحجاج غير النظاميين وراء الزحام المبكر منذ ساعات الصباح الاولى أمس في المسجد الحرام. وأكد ان مسؤولية تنفيذ خطط التفويج والالتزام بها من قبل الحجاج تقع على الجهات المعنية بها من وزارة الحج ومؤسسات الطوافة والحاج نفسه الذي يجب عليه ان يتقي الله في الآخرين وان يلتزم بالتعليمات والتوجيهات والانظمة التي تم وضعها من اجل سلامة الجميع. وأشار إلى أن المسجد شهد منذ الساعة الحادية عشرة من صباح أمس كثافة عالية جداً وصلت الى الذروة القصوى عند الساعة الثانية عشرة حيث امتلأت ساحة الطواف مع الدورين الاول والثاني وكذلك سطح المسجد الحرام.. ودعا العميد الزهراني الى ضرورة تكثيف وسائل التوعية للحجاج وحثهم على الالتزام بمواعيد التفويج التي تضمن سلامتهم وعودتهم سالمين غانمين. البسامي: التواطؤ والرغبة في العودة مبكراً وراء الظاهرة قال مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون الحج والعمرة العقيد محمد البسامي : إن 30% من الحجاج النظاميين يتعجلون ويغادرون مخيمات حملاتهم ومؤسسات الطوافة التابعين لها وذلك لاسباب شخصية منها الرغبة في العودة مبكراً الى منازلهم وكذلك اهمال بعض مؤسسات الطوافة في وضع عناوين واضحة وصحيحة وميسرة للحجاج التابعين لها للوصول اليها عند خروجهم منها. كما تبيّن أن عدداً كبيراً من حجاج الخارج يذهبون لأداء طواف الافاضة ثم لا يستطيعون العودة الى مخيماتهم لعدم معرفتهم بمواقعها ولعدم وجود عناوين واضحة لديهم عنها. وطالب العقيد البسامي بالحدّ من هذه الظاهرة عن طريق معاقبة الحملات او المؤسسات التي تهمل متابعة حجاجها داخل المشاعر وكذلك التي تتواطأ في عملية الالتزام بمواعيد التفويج المقررة.