تسلمت أمس السبت المحكمة العامة في مكةالمكرمة ملف قضية "معلم قتل لصاً إفريقياً سطا على منزله في ساعة متأخرة من الليل؛ فيما كشفت مصادر "سبق" عن أن ملف القضية، الذي أحالته هيئة التحقيق والادعاء العام بمكةالمكرمة للمحكمة للنظر فيه وإصدار الحكم الشرعي، خالف كل التوقعات التي ينتظرها عائلة المعلم بشكل خاص، والمجتمع في مكة والسعودي بشكل عام، حيث إن الهيئة أكدت أن القضية تعتبر "قتل عمد"، وليست دفاعاً عن النفس ورد الصائل. وتنتظر عائلة المعلم بفارغ الصبر برقية إمارة منطقة مكةالمكرمة الموجهة لوزارة الداخلية، بخصوص إطلاق سراح والدهم بكفالة لحين الحكم في القضية من قبل الشرع، حيث يعيشون في وضع نفسي سيئ للغاية، وانقطع الأبناء عن الدراسة منذ يوم الحادث، وانتقلوا إلى بيت أقربائهم بمدينة جدة، وسط ظروف قاسية وصعبة للغاية. وفي اتصال أجرته "سبق" مع العائلة المبتلية، أكد والد ووالدة وأولاد المعلم أنه لم يغب يوماً عنهم خلال أيام العيد طوال 23 عاماً، ويعتبرون عيد الأضحى الماضي أسوأ الأعياد التي تمر عليهم، وينتظرون فرج الله وتجاوب المسؤولين بإطلاق سراحه. وكانت القضية بدأت بتاريخ 19/ 11/ 1432ه، وانفردت بنشر تفاصيلها "سبق" في حينه، عندما قتل المعلم (52 سنة)، وهو معلم رياضيات له في السلك التعليمي أكثر من 26 سنة، لصاً إفريقياً سطا على منزله في حي الرصيفة، في وقتٍ متأخر، عبر شباك المطبخ، بقصد السرقة, وتمت مصادقة أقواله في المحكمة العامة بمكة المكرّمة. وتمكن من سرقة جوّال من نوع آيفون، وكمبيوتر لوحي (آيباد) من الصالة، وانتقل بعد ذلك إلى إحدى الغرف، ونزع توصيلات جهاز الكمبيوتر لسرقته، وتوجه إلى الخزانة لسرقة ما بداخلها، حيث شاهدته ابنة صاحب المنزل وسارعت لإبلاغ والدها بأن لصاً أسمر البشرة ضخم البنية في المنزل، ويبعثر الخزانة. وتناول الأب سلاحه الناري، وهو من نوع رشاش كلاشينكوف، قبل أن يتصل بغرفة العمليات الأمنية، ويبلغها بوجود لص في منزله. وقال المعلم في المحكمة العامة: إنه قتل اللص بعدما طلب منه الخروج من المنزل وكفّ شره، إلا أنه لم يستجب؛ مما دعاه لإطلاق أربع رصاصات على الأرض، بقصد إخافة اللص، بيد أن الأخير فتح أنبوبة غاز صغير (دافور)، وقذف بها نحو رب الاسرة. وأضاف أن "اللص حاول سحب ليّ أسطوانة الغاز، وشرع في البحث عن ولاعة لحرق المنزل، الأمر الذي قابلته بإطلاق 14 طلقة نارية، كانت كفيلة بالقضاء عليه". وعلل فعلته باقتحام اللص منزله، وعدم مراعاته حرمة البيت، فضلاً عن أنه حاول قتل مَن في المنزل دون خوفٍ أو هوادة. وعلمت "سبق" أن اللص المقتول مخالف لنظام الإقامة، وهو من "بوركينا فاسو"، وله شقيقتان تقيمان في المملكة بطريقة غير نظامية أيضاً، وعليه ثلاث قضايا سرقة، انكشفت بعد رفع البصمات بعد قتله.