اعتبر سامر المجالي الرئيس التنفيذي لطيران الخليج، أن أسعار تذاكر الطيران المحلية المخفضة في السعودية لا تشجع على الدخول في قطاع النقل الجوي الداخلي. وأكد المجالي للصحافيين في الخُبر، أمس، اهتمام "طيران الخليج" بالدخول كمستثمر في قطاع النقل الجوي الداخلي في السعودية، لكنه شدد على أهمية معالجة أسعار التذاكر، وحث الرئيس التنفيذي لطيران الخليج الجهات المسؤولة عن الطيران المدني على "دراسة أسعار التذاكر المحلية لاستقطاب شركات أخرى". وأضاف "عليها (هيئة الطيران المدني) تقديم أدوات جذب". وزاد: إنه متى ما تم رفع أسعار التذاكر المحلية، فإن الشركة ستنظر إلى السوق السعودية بمزيد من الاهتمام. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد أصدر الشهر الماضي حزمة من الأوامر التي تهدف إلى تطوير وتنظيم قطاع الطيران؛ إذ تساعد التنظيمات الجديدة على تطوير قطاع الطيران ومعالجة المشكلات التي تعانيها شركات الطيران والمطارات في السعودية، كما تضمنت الأوامر تشكيل مجلس إدارة هيئة الطيران المدني. ووفقاً لتقرير أعده الزميل أحمد العبكي ونشرته "الإقتصادية"، أوضح المجالي، أن "طيران الخليج" تعد أكبر شركة طيران دولية تخدم أهالي المنطقة الشرقية، مشيراً إلى أن الشركة تسيّر أربع رحلات يوميا من مطار البحرين الدولي إلى مطار الملك فهد في الدمام، والذي يفصل بينهم 75 كيلو متراً؛ إذ تستغرق الرحلة عشر دقائق، وبيّن أن "طيران الخليج" تستحوذ على نسبة 16 في المائة من نسبة الحجوزات من إجمالي حجوزات المسافرين في المنطقة الشرقية بواقع 449 ألف حجز، مبيناً أن "طيران الخليج" تسوّق مطار البحرين الدولي كأفضل مطار يخدم أهالي الشرقية. وكشف المجالي عن توجّه الشركة لتسيير رحلات مباشرة إلى القصيم، الطائف، وينبع، مشيراً إلى أن الشركة تدرس إمكانية تدشين محطات جديدة في تبوك، وأبها. وحول مدى تأثر الشركة من الأحداث التي شهدتها البحرين، قال "فقدنا ثلث حصتنا في السوق بسبب تجميد تسيير رحلات إلى ثماني محطات دولية"، وبيّن أن المحطات التي تم تجميد تسيير الرحلات، أربع منها في إيران والأخرى في العراق. وأرجع المجالي أسباب التجميد إلى الأوضاع الأمنية، مشيراً إلى أن الشركة تتحدث مع الجهات المسؤولة في البحرين لإعادة استئناف تسيير الرحلات؛ لما يشكله هذان البلدان من ثقلٍ كبير في حركة المسافرين من وإلى البحرين عبر طيران الخليج، ولم يحدّد المجالي وقتا لإعادة تشغيل الرحلات، لكنه قال "متى ما تحسنت الظروف". وأكد أن هنالك عدداً من الشركات الخليجية استغلت توقف "طيران الخليج" عن تسيير الرحلات إلى إيران والعراق، وضاعفت من أعداد رحلاتها، وهي استحوذت على نسبة كبيرة من حصة طيران الخليج في السوق. وأشار إلى أن عدداً كبيراً من الدول العربية، إلى جانب الهند وباكستان تضع حواجز عديدة على فتح محطات جديدة لديها، مضيفاً أن الشركة ستسيّر رحلات جديدة إلى روما، جوبا "جنوب السودان"، وعدد من الدول. وبيّن أن الشركة تمتلك أسطول طائرات حديثاً، حيث تمتلك 20 طائرة متوسطة الحجم لم يمض على صناعتها سوى عامين، في حين أن الطائرات الضخمة تم تحديث محتوياتها وديكوراتها بما يتواكب مع أفضل الطائرات الحديثة. من جهته، أكد سعد الأحمد، المختص في النقل الجوي، أن توجه الشركة لتسيير رحلات إلى مطارات الطائف، القصيم، وينبع يعكس توجه الشركة إلى تشغيل المسارات الضيقة، وهي الرحلات القصيرة التي تضم عدداً قليلاً من الركاب، وقال: "طيران الخليج" لن تجازف بتسيير هذه الرحلات طالما ليس هنالك جدوى اقتصادية منها. وأضاف الأحمد: إن قرار تشغيل الرحلات بين المحطات الداخلية للشركات الأجنبية لم يتم السماح به، لكن في حال كان لدى "طيران الخليج" هذا التوجه، فإنها ستواجه تحديات اقتصادية، تتمثل في دعم الحكومة السعودية لأسعار التذاكر. وبيّن الأحمد، أن شركة طيران الخليج تعمل على أن يكون مطار البحرين مطاراً محورياً، وتعمل على تسويقه لأهالي المنطقة الشرقية بأنه الأنسب والأسرع لهم، وأنه لن يكون المحطة النهائية للمسافر، مشيرا إلى أن مطار البحرين وفّر مواقف سيارات خاصة للمسافرين السعوديين، بالإضافة إلى صالة خاصة بهم، وهذه إجراءات تسهم في جذب المسافر السعودي، وستعمل على تسرُّب المسافرين من مطار الملك فهد الدولي في الدمام.