"لا أمتلك مصروف أبنائي في العيد". بهذه الكلمات المؤثرة بدأ أبو عبد العزيز حديثه ل"سبق" قائلاً: وهبني الله أربعة أبناء، والحمد لله ابتلاني بولدي عبد العزيز (9 سنوات) يعاني شللاً رباعياً مع ضمور في المخ. كنت أعالجه على نفقتي الخاصة، الذي بلغت تكاليفه 72 ألف ريال في السنة، وأعانني الله على سداد ثمن العلاج في حينها. صمت عن الحديث قليلاً، وبكل أسى ومرارة تابع حديثه قائلاً: كنت استأجر محلاً في القنفذة أعمل فيه، بيد أني مع انشغالي بعلاج ابني في جدة، وما شاهده السوق من ركود، تركت عملي، وأصبحت كالسفينة بلا شراع، تتلاعب بي دوامات الحياة، وأنا عاجز عن الحركة، وللأسف بعت سيارتي بثمن زهيد. معرباً عن آسفة لعدم قدرته المادية على إكمال علاج ابنه. وأبان أبو عبد العزيز قائلاً: أثبتت التقارير الطبية الصادرة عن أكثر من مستشفى عدم توافر علاج لابني داخل السعودية، وبفضل الله أمر الأمير سلطان - رحمه الله - بعلاج ابني في الخارج، بيد أن هناك شخصية في الهيئة الطبية بجدة وقفت عائقاً في سبيل إتمام إجراءات علاج ابني في الخارج، وطلبت مني تقارير طبية من أكثر من مستشفى، وللأسف حتى الوقت الراهن لم ينفَّذ قرار الأمير سلطان - رحمه الله - بالعلاج في الخارج؛ ما يهدد حالته الصحية. وقال أبو عبد العزيز ل"سبق": أواجه ظروفاً عصيبة أثقلت كاهلي؛ لقد اقترضت مبلغاً من المال لعلاج ابني، وللأسف تراكمت عليّ الديون حتى بلغت 100 ألف ريال، ونتيجة لعجزي عن سدادها دخلت السجن، وتم الإفراج عني، وأمهلتني المحكمة فرصة لسدادها. وبنبرة حزن أردف قائلاً: للأسف ينتظرني السجن إذا لم أسدد دَيْني، وتداهمني دائماً الأفكار المزعجة وأنا أتخيل مصير أبنائي، خاصة ابني المعاق، في حال دخولي السجن. واستكمل حديثه: تقدمت للضمان الاجتماعي، وللأسف عدت أجرجر أذيال الرفض، كما قدمت طلبي للجمعيات الخيرية في القنفذة، وأوصدت الأبواب أمامي، وأيضاً جمعية البر لم تساعدني. وبصوت أنهكه التفكير في معاناة أيامه تابع حديثه قائلاً: نفترش أنا وأسرتي الأرض، ونحتمي بجدار متهالك يؤوينا من ذئاب البشر، وأتدثر بحضن أبنائي، وفي كل لحظة تغتالني نظراتهم البائسة، وأشعر بصمتهم وعيونهم الحالمة بملبس جديد ومسكن آدمي وطعام كالذي يتناوله أقرانهم. ووجَّه حديثه لي قائلاً: تخيلي أختي الكريمة، أنا لا أملك مصروفاً لأبنائي، بل ربما لا أستطيع شراء خبز لهم؛ فأنا أعيش في كابوس يؤلم قلبي؛ فكم مرت أيام وقد جفاني النوم، ومرارة الحزن تخيم على أيامي الجافة. وقال: أعيش حالياً أسوأ أيامي، حتى فاتورة الكهرباء عجزت عن سدادها، وللأسف سوف يتم قطع الكهرباء في غضون الأيام القادمة. وختم حديثه قائلاً: من خلال صحيفتكم المميزة أناشد أهل الخير مساعدتي؛ للتغلب على معاناتي؛ حتى أستطيع توفير أبسط مقومات الحياة الإنسانية لأسرتي.