قال محمد باجنيد زوج غدير كتوعة وكيلة القسم الابتدائي بمدرسة براعم الوطن: إن رسالة جوال تستأذن منه لحضور اجتماع في التعليم كانت آخر عملية تواصل تمت بينه وبين زوجته التي قضت اختناقاً نتيجة الدخان الكثيف، إثر الحريق الذي شب في مدرسة البراعم بحي الصفا بجدة أول أمس السبت، فيما أكد معزون ل "سبق" أن "رهف" بنتها الصغرى، بشعور طفولي تتجول بين المعزين وتردد دائماً سؤالها لأبيها: "أين ماما؟". وتحدث باجنيد ل "سبق" في اليوم الثاني من أيام العزاء في زوجته: "ذهبت في ذلك اليوم مع سائق المدرسة إلى مدرستها، وكعادتها لا تخرج من المدرسة حتى تخرج آخر طالبة مهما كان، ولم تعلم أنها في هذا اليوم لن تخرج إلا إلى قبرها". وأضاف باجنيد: "بقيت غدير تُخرج الطالبات واحدة تلوى الأخرى، ولكنها فجأة اختنقت وماتت". ونوه باجنيد إلى أنه عندما علم بالحادث خرج مسرعاً إلى المدرسة، قائلاً: "كنت أتصل بهاتفها النقال لكنه يدق وهي لا ترد، وبعد ذلك علمت". وأشار باجنيد إلى أن زوجته غدير تتقاضى ما يقارب ال 4 آلاف ريال، وتسكن مع زوجها في منزل مستأجر ب 25 ألف ريال. يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه مراقبون بتكريم غدير كتوعة نظير العمل البطولي الذي قامت به، بعد أن ضحت بنفسها من أجل إنقاذ مئات الطالبات، مشيرين إلى أن عملها ليس ببعيد عن العمل الذي قام به المقيم الباكستاني "فرمان" إبان السيول التي ضربت محافظة جدة قبل نحو سنتين من الآن، حيث بقيت تصيح خلف الطالبات وتبحث عنهن علها تجد صغيرة خلف مقعد، لتخرجها وتنقذها، إلا أنها بعد أن أكملت إخراج جميع الطالبات ماتت وتركت صغيرتين. يذكر أن "رهف" وشقيقتها الكبرى رنيم، كانتا مع والدتهما في المدرسة، وألقتا عليها نظرة الوداع في مغسلة الموتى، في الوقت الذي كان فيه والدهما يقول لهما: "إن أمكما ذهبت إلى الجنة إن شاء الله".