سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عشقي: عندما جاء الأمير سلطان للمسجد.. صلّى آخر الصفوف وسجد على الأرض دون سجادة قال لوزير دفاع أمريكا: المملكة تعتمد على الله في أمنها ثم على سواعد أبنائها
كشف الدكتور أنور عشقي اللواء المتقاعد من الجيش السعودي رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط الاستراتيجية والقانونية؛ عن ثائق تاريخية تتحدث عن مواقف الأمير سلطان بن عبد العزيز، بحكم عمله القريب من الراحل الكبير والذي امتد 20 عاما. وقال: "عايشت الأمير سلطان 40 عاما، 20 منها كانت عن بُعد وكنت أعيش خلالها إنجازاته، أما ال20 عاما الأخرى فكانت عن قرب عشت خلالها قراراته، وكنت مكلفا بالوحدات العسكرية، ثم كلفت بأن أكون مساعدا لقائد الردع السعودية في لبنان وترأست إدارة مستشفيين عسكريين في تبوك، وكلفت بإدارة نادي الضباط، مضيفا: إنني عندما أدرت نادي الضباط بدأت علاقتي تزداد قربا من الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله -، وفي إحدى المناسبات استضاف النادي وزير الدفاع الأمريكي الذي جاء لزيارة المملكة، ودعاه الأمير سلطان على العشاء في نادي الضباط، وقال وزير الدفاع الأمريكي خلال كلمته: "إن على المملكة العربية السعودية أن تعتمد على الولاياتالمتحدةالأمريكية في أمنها، لكن الأمير سلطان بن عبد العزيز رد عليه وقال: إن المملكة العربية السعودية تعتمد على الله وحده في أمنها.. ثم على سواعد أبنائها"؛ مما يدل على سرعة بديهته، وأن لديه القدرة على تصحيح المواقف وإبلاغ الرسائل. ووفقا لتقرير أعده الزميل محمد الهلالي ونشرته "الإقتصادية"، أردف عشقي: "بعد ذلك وافق الأمير سلطان على ذهابي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ لأكمل دراسة الدكتوراه، ولم تنقطع صلتي به - رحمه الله - ففي كل إجازة أعود للعمل قريبا منه، سواء في اللجنة الخاصة أو المكتب الخاص، ثم أعود لإكمال الدراسة في الولاياتالمتحدة، خلال هذه الفترة بدأت أرى الأمير سلطان بن عبد العزيز، وأقترب منه، وبعد أن تخرجت تم تعييني مستشارا لدى الأمير بندر بن سلطان في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذكر الأمير بندر كيف كان والده الأمير سلطان يتعامل معه، حيث يتصل به يوميا، ولفت الأمير بندر في حدثيه عن أحد المواقف إلى أنه ذهب للأمير سلطان ببعض الأسماء التي يريد أن تكون معه ضمن الوفد الذي يذهب إلى فرنسا، فأخرج الأمير سلطان بن عبد العزيز قلما وأضاف اسما، فقال له الأمير بندر بن سلطان: أرجو أن تقول لي ما الحكمة من إضافة هذا الضابط وهو ليس في باب الاختصاص ولا يجيد اللغة الفرنسية؟.. فقال الأمير سلطان بن عبد العزيز: إنه أعد هذا الضابط ليكون رئيسا للأركان بعد 20 عاما، فسألت الأمير بندر عن التاريخ وحسبت فوجدت أنه الفريق صالح المحيا، الذي أصبح بعد 20 عاما رئيسا للأركان، فأدركت وقتها أن الأمير سلطان له بعد نظر ورؤية استراتيجية تمثلت في تهيئة القائد الإحلالي". وتابع عشقي: "عدت من الولاياتالمتحدةالأمريكية وعملت في مكتبه الخاص المعروف باللجنة الخاصة لمجلس الوزراء، وكانت اهتماماته شديدة باليمن ويعرف أهميتها الاستراتيجية بالنسبة للمملكة العربية السعودية ودائما يعطي ميزة جيدة للإخوة اليمنيين؛ على اعتبار أنه يريد أن يشعرهم بأنهم جزء من المملكة العربية السعودية، وكان يكرس جهده لتطوير اليمن، خصوصا أنها منقسمة بين المعسكرين الشرقي والغربي في ذلك الوقت، والجنوبيون كانوا يخططون دائما للسيطرة على الشمال، فوجد الأمير سلطان أنه إذا حلت مشاكل القطر الشمالي المالية وتجاوز حدود الفقر فإن الشيوعية لن تتسرب إليه، وبالفعل كانت النتيجة أن اتحدوا وانتهت الشيوعية من اليمن الجنوبي، وبهذا استطاع الأمير سلطان أن يكسب اليمن الشمالي، وأن يجعل منها عمقا للمملكة العربية السعودية. وأنشأت المملكة العربية السعودية في تلك الفترة من خلال مجلس التنسيق السعودي اليمني، الذي يرأسه الأمير سلطان بن عبد العزيز، مئات المدارس وعشرات المستشفيات، ومن أهمها مستشفيان ما زالا تحت إدارة المملكة العربية السعودية، وهما مستشفى حجة ومستشفى صعدة وهذان المستشفيان لا يوجد مثلهما في الشرق الأوسط. وقال عشقي: "كان الأمير سلطان شديد الاهتمام باليمنيين وأحوالهم، وكان على اطلاع مستمر بالخطط والطرق التي نتعامل بها مع اليمن، إلا أن القيادة اليمنية في فترة من الفترات سقطت في حبائل صدام حسين، وذهب الرئيس اليمني إلى صدام حسين وتحالف معه، عندها استدعى الأمير سلطان شيخ القبائل اليمنية التي تعتبر حليفا استراتيجيا للمملكة؛ على اعتبار أن القبائل كانت تعطي الزكاة للدولة السعودية الأولى، وبعد أن أنعم الله على المملكة أصبحت تقدم المكافآت لهذه القبائل، من هنا بدأت العلاقة بين القبائل في اليمن والمملكة، فجمع الأمير سلطان شيوخ القبائل على دفعتين، وقال: أرأيتم ما فعلته حكومتكم؟.. قالوا: إنك أنت المخطئ وليس الرئيس، فقال: لماذا، فقالوا: أمرنا بتصفية علي صالح أو إقالته، فنحن على استعداد، فقال: لا والله لا أرضى الأذى لأي إنسان، ولا أرضى أن يُقتل أحد في اليمن، ولكني فقط أحب أن أبين لأصدقائي ما فعله قائدهم، ووصل هذا الحديث إلى الرئيس اليمني، وأدرك وقتها القيم التي تعامل بها الأمير سلطان معه شخصيا ومع اليمن وعاد إلى صداقته من جديد، ونسي الأمير سلطان بن عبد العزيز ما كان في الماضي وعادت اليمن صديقة للسعودية، وهذه من القيم السياسية التي كانت لدى الأمير سلطان، وكان من نتائج هذه العملية أن رسمت الحدود بين المملكة واليمن وعادت الصداقة والمحبة كما كانت في الماضي، مستدركا لو سئلت قبل عشرة أعوام عن ذلك فلن أجيب وأكشف السر، لكن السر إذا مر عليه زمن يصبح وثيقة تاريخية لا بد أن يعرف الجميع عنه، وهذا ما تقوم به كثير من الدول في الإفراج عن بعض الأسرار التي دارت بينها وبين الدول الأخرى، خصوصا أننا في عصر الإنترنت والانفتاح المعلوماتي على الجميع. أما من ناحية الأمير سلطان المؤمن، فقد كنا في وزارة الدفاع القديمة في الرياض وجاء وقت صلاة الظهر وامتلأ المسجد وامتلأت الصالات حتى وصلت إلى باب مكتب الأمير سلطان فجئت أصلي وخرج الأمير سلطان متأخرا من مكتبه إلى الصلاة؛ لأن الملك خالد - رحمه الله - كان يهاتفه فجاء وصلى في آخر الصف، ولم يكن هناك سجادة على الأرض ووجدت الأمير سلطان يسجد على الأرض، ولم يأنف للسجود لله - عز وجل - في هذا المقام، وقتها أدركت الإيمان الذي يتمتع به والتواضع لله، وقد قيل من تواضع لله رفعه. وأضاف عشقي: "كان الأمير سلطان يقول دائما: لا تترددوا في أي عمل من أعمال الخير وأي عمل في صالح السعودية وشعبها والأمة العربية والإسلامية، لم يكن يقيدنا بمعلومات تفصيلية، بل كان يعطينا مساحة كبيرة من الحرية وكانت دائما تعليماته تحديدا للأهداف والمهام دون التدخل في التفصيلات، وهذه الأعمال جعلتنا نتحرك بحرية أكبر. أما بالنسبة إلى القوات المسلحة، فقد استطاع الأمير سلطان عند استلامه لمهامها عام 1962م، وحصل قصف من إحدى الدول على مناطق جيزان ونجران وضربت المدارس والمستشفيات فنادى الأمير سلطان قائد الجيش وقال له: هل لديكم خطة قتالية؟.. قالوا لا، وسأل كم عدد الطائرات؟.. فقالوا: خمس أو ست، فقال الأمير سلطان: هل لديكم صواريخ مضادة للطائرات؟.. فقالوا: لا، فقال: هل لديكم هيئة أركان؟.. فقالوا: لا، فذهب للملك فيصل وقال له: القوات ليست كما كنت أتوقع ولا توجد فيها العديد من الأساسيات، فقال الملك فيصل: لهذا عيّنتك وزيرا للدفاع فاطلب ما شئت، وبالفعل تحرك وجلب بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات وأوقف القصف، ثم بدأ في إعادة بناء القوات المسلحة، وأصبحت القوات المسلحة قوة في الشرق الأوسط، وهذا حسب آخر التقارير الصادرة عن مراكز الدراسات الاستراتيجية. وأبان عشقي أن أول ما اهتم به الأمير سلطان هو سماء المملكة فحصنها بالرادارات وقوات الدفاع الجوي والطائرات فلم يذكر خلال 40 عاما أنه حدث اختراق للأجواء السعودية حتى إن دولة معادية للشرق أرادت أن تبعث بطائرتين لقصف منابع البترول وأسقطت الطائرتان قبل الدخول في أجواء السعودية، وذلك خلال حرب العراق وإيران، فهو قد حدّث القوات المسلحة بأحدث الأساليب وشكلها من قوى عدة، القوة البرية، القوة البحرية، القوة الجوية، وقوة الدفاع الجوي، وأخيرا دخلنا في أسلحة الردع فتشكلت القوة الخامسة قوة الصواريخ الاستراتيجية. وحينما طالب الملك فهد وهو نائب لرئيس مجلس الوزراء بأن تتجه المملكة العربية للتنمية أخذ المبادرة الأمير سلطان فبنى المدن العسكرية، إحداها في الشمال والأخرى في الجنوب وأخيرا بنيت المدينة الثالثة في حفر الباطن، وهذه المدن أسهمت في تنمية تلك المناطق وحصنت المملكة من أي هجوم بري، وهي عبارة عن قواعد كبيرة تحميها قواعد جوية وبطاريات للدفاع الجوي وتنبثق عنها قوات تصل إلى الحدود، ولم يكتف بذلك إنما بادر بالجانب الصحي ووجد أن المملكة تعاني ضعفا في مجال المستشفيات، وأنها لم تكن على الطرق الحديثة وبادر - رحمه الله - إلى تأسيس عدد من المستشفيات العسكرية على أحدث الطرق العلمية، وجاء بشركات عالمية أدارت هذه المستشفيات إدارة حديثة فكانت هذه نواة للنهضة الصحية في السعودية، ومن حيث التسليح طور المصانع الحربية والتي سبق وأن بنيت في عهد الملك سعود، وفرض على كل صفقة أن تقوم الدول البائعة لهذه الأسلحة بتصنيع قطع الغيار في المملكة بأيدي أبناء الوطن، وهي مستمدة من الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما جاء في بناء الخندق ووجد رجلا يحمل قوسا فارسيا فأخذه من يديه وألقاه في الأرض ووطأة بقدمه، وقال له التمس قوسا عربيا إن قُطِع وتره استبدلناه بوتر من عندنا، وأصبحت معظم قطع الغيار التي تشتريها المملكة تصنع في السعودية في إطار مشروع "اليمامة" للسلام. وعندما وجد أن الدول تربح كثيرا من الصفقات اشترط أن تستثمر نسبة 30 في المائة من قيمة الصفقة داخل المملكة ونجد الاستثمارات حاليا في جيزان وعدد من مناطق المملكة العربية السعودية، وهو ما يعرف بمشروع التوازن الاقتصادي. وكان الأمير سلطان يطالب دائما بألا يكون هناك مناطق مهمشة في المملكة، وإذا وجدت مناطق بعيدة عن المدن الكبيرة أنشأ أو نصح بإنشاء مصانع وغيرها، ومن نتائجها أنه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اتسع إطار التوازن الاقتصادي فأمر خادم الحرمين ببناء ثماني مدن صناعية في المملكة. واستطرد عشقي: "في الحقيقة كان عالما بكثير من الأمور حتى في الأمور المدنية، فكان يذهب للمدينة المنورة ويجتمع مع أعيانها وشعبها في كل ليلة، وذات مرة طلب أو سأل عن من لديه إلمام بعلم الفلك؟.. فقال له الدكتور عبد العزيز قاري: الشيخ حماد الأنصاري لديه إلمام بعلم الفلك، فقال ادعوه للحضور؛ فدعي في الليلة الثانية للحضور فقال له الشيخ حماد الأنصاري: لقد هجرت علم الفلك منذ 40 عاما واتجهت إلى العلم الحديث، ثم تحدث عن الفلك حتى كأنه عالم من علوم الفلك فرحب به الأمير سلطان، ثم قال له أريدك أن تفسر لي صورة العصر؛ ففسرها له ثم قال له الأمير سلطان بن عبد العزيز: حقا إنك عالم، حيث كان الأمير سلطان يمتحن العلماء بتفسير صورة العصر؛ لأن القليل يعرفون تفسير هذه الصورة، وهذا دلالة على أن الأمير لديه عمقا في المعارف والعلوم ويحب دائما أن يستفيد من العلماء ويجالسهم ويأخذ منهم. أما في الجوانب الإنسانية فلا أذكر أننا طلبنا منه أو عرضنا عليه عملا إنسانيا إلا وبادر إليه وجعل منه مشروعا متكاملا، ومن هنا انبثقت مؤسسة الأمير سلطان الخيرية ومستشفيات الأمير سلطان وغيرها، والأمير سلطان هو المسؤول عن المجلس الأعلى للدعوة الإسلامية، ولم ينطلق في الدعوة الإسلامية إلا بعد أن عرف أهمية ذلك، فحينما علم أن عمر بن الخطاب قال لسعد بن أبي وقاص وهو يغادره ذاهبا إلى القتال: "إن الجيوش لا تؤتى إلا من معاصيها"، حينها أدرك الأمير سلطان أهمية القيم الدينية والشرعية بالنسبة للإنسان العسكري، فكان - رحمه الله - يحض على هذه القيم وفي النتيجة أسس إدارة الشؤون الدينية في القوات المسلحة، وأصبحت إدارة الشؤون الدينية تحافظ على القيم لدى إفراد القوات المسلحة، ولمسنا خلال هذه الفترة عظم هذه الفكرة وأثرها في سلوك الجنود من ضباط وأفراد، وأذكر أنه حينما جاءت القوات الأمريكية والمشتركة ضمن 30 دولة للمساهمة في تحرير الكويت جاء مدير الشؤون الدينية وقتها إلى الأمير خالد بن سلطان القائد الميداني والقوات المشتركة، وقال: أريد أن تسمح لنا أن نشرح للأمريكيين وغيرهم عن الإسلام، فقال: لا، إذا فعلنا ذلك فهم سيقولون نأتي بيهود ومسيحيين ليشرحوا لنا أيضا، ولكن قولوا لهم إننا نريد أن نعلمكم الثقافة السعودية ومن خلال الثقافة السعودية حدثوهم عن الإسلام. وأردف الدكتور أنور عشقي قائلا: "وبالفعل، ما إن انتهت القوات من مهمتها حتى أسلم 4500 من جنود القوات الأمريكية، انتقلوا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم جاء مدير الشؤون الدينية للأمير سلطان وطلب منه أن يدعوهم إلى الحج، فوافق الأمير سلطان وأرسلوا إليهم الدعوة للحج على حساب الأمير سلطان ووجدوا أنهم أصبحوا سبعة آلاف، وقال الأمير سلطان ندعوهم جميعهم إلى الحج، فجاءوا إلى الحج وبعدها عادوا ففرضوا على الجيش الأمريكي أن يبني لهم في كل قاعدة عسكرية مسجدا، وفي كل قطعة بحرية مصلى وانتشر الإسلام في الجيش الأمريكي وليس هذا فحسب، بل امتد ذلك إلى الكونجرس ففرضوا عليه ألا يفتتح دورته إلا بالقرآن الكريم، وأعرف القارئ شخصيا". وزاد الدكتور عشقي: "بعد أن نجحت الدعوة في القوات المسلحة التي أطلقها الأمير سلطان - رحمه الله - خارج المملكة، أسس جمعية خيرية جامعة للقوات المسلحة وهذه الجمعية تحت إدارة الشؤون الدينية تقوم بمساعدة المسلمين في إفريقيا وتقدم الأموال لهم والخدمات وتدعوهم إلى الله من خلال بناء المساجد والمستشفيات وغيرها، كما أسس جائزة الأمير سلطان للقرآن الكريم في القوات المسلحة، وحض على حفظ القرآن داخل القوات المسلحة، وكان دائما يحذر من التشدد والتعصب ويدعو دائما إلى الحوار والتيسير، أما في الجهة الأخرى فقد أسس جمعية الأمير سلطان الخيرية وتعتبر من أكبر المؤسسات الخيرية في المملكة، وحتى آخر أيامه كان هو المشرف والرئيس الأعلى للدعوة الإسلامية، وكان له باع كبير في السياسة". وكان الأمير سلطان - كما يقول أمير الكويت: "صمام أمان الخليج والجزيرة العربية والعالم العربي والإسلامي"، كان إذا أحس خادم الحرمين الشريفين بأن هناك فجوة بين بعض المسلمين انتدب إليها الأمير سلطان؛ لما يحمله من مواهب للتقريب بين وجهات النظر حتى يصلح الأحوال، فلقد كان له دور كبير في اتحاد الإمارات مع الشيخ زايد بن سلطان وبتوجيهات الملك فيصل - رحمه الله - ثم كان له الدور الأكبر في تخصيص مجلس التعاون وجميع النشاط السياسي الإسلامي مثل رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي سابقا إلى أن أصبحت منظمة التعاون الإسلامي، كان دائما يعمل بتوجيهات الملك عبد العزيز - رحمه الله - ثم الملك سعود، وبعد ذلك الملك فيصل والملك خالد والملك فهد، وأخيرا كان يعمل بتوجيهات خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وكان الأمين على هذه التعليمات وكان يتلقف الرغبة الملكية ويترجمها إلى خطة عملية تنفذ في كل قطاع يأمر به.