بعيدا عن حزن كل الأطفال الذين حزنوا على رحيل الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله- كان حزن الطفل عبدالله الجريد مختلفاً، ليس لشيء سوى لأنه أحس بأنه لم يوفق في تحقيق أسمى أحلامه، بأن يسير على قدميه ليشكر (سلطان الخير) على وقفاته الصادقة معه، وإسهامه في علاجه . الطفل عبدالله الذي يبلغ الآن ال 11 من عمره، بكى كثيرا حال تلقيه خبر وفاة الأمير سلطان، ووصف الخبر بالصدمة الكبيرة التي أثرت على نفسيته . الطفل عبدالله يحمل صورته مع الأمير سلطان على غلاف إحدى المجلات الزميلة (الجزيرة) التقت الطفل صاحب الصورة الشهيرة مع الأمير سلطان، ذلك الطفل الذي حمله سموه وقبّله وضمّه أثناء وضعه لحجر الأساس لمركز الأمير سلمان لرعاية الأطفال المُعاقين بحائل قبل بضعة أعوام ، وتكفل حينها بعلاجه في ألمانيا , وحرّص من حوله بعدم نسيان الطفل عبد الله, حتى يراه يمشي وسيظل معه حتى يراه يقود سيارته ويمضي بقية حياته, وحينها انتشرت تلك الصورة و توزعت في كل الأرجاء لدلالتها العظيمة على إنسانية سلطان الخير . عبدالله في حالة ذهول لحظة تلقيه الخبر الطفل عبد الله - بحسب تقرير أعده الزميل حمود اللحيدان- يبلغ من العمر الآن الحادية عشر , وقد تعثر علاجه في مرحلته الثالثة ، وصعُبت حياته إذ يعيش الآن بكلية وحيدة ويُجري خلال اليوم الواحد ثمان عمليات قسطرة . والده عادل برجس، يقول : "نسأل الله للأمير الإنسان الفقيد المغفرة والرّحمة , وأن يُسكنه جنّات النعيم , ووالله لقد سادنا حُزن عظيم كوننا نعرف سموه عن قُرب , وسبق وأن شملنا برعايته وكرمه وحنانه وأمر وتكفّل وصرف وأعطى و بذل لأجل تتحسّن حالة ابننا عبد الله , وسبق أن قام _ بكل تواضع _ بالاتصال بنا هاتفيا ؛ وبعد مكالمته لي طلب التحدث مع ابني عبد الله , وتحدث معه بروحه الإنسانية الصادقة". عبدالله يحمل سبحة تلقاها هدية من الأمير سلطان رحمه الله وفيما يخص طفله عبدالله قال:" بكى يوم وفاة الأمير سلطان بكاء لا يوصف, ووالله لم نره طوال حياتنا رغم مرور أقسى الظروف علينا بمثل هذا التأثر؛ خصوصا وأنه كان يتأمل وينتظر أن يلتقي بسمو الأمير بعد أن كبر وأصبح أكثر طلاقة، فكانت الوفاة صدمة قاسية له ولنا, فلا حول ولا قوة إلا بالله" . من جهته قال عبدالله: "إن والدي سمو ولي العهد الأمير سلطان رحمه الله, كان أبا لي ولكل الناس , فقد حملني بيديه الكريمتين وأنا طفل, وكنت أحلم برؤيته مرة أخرى بعد أن كبرت، وأنا أشعر بحزن كبير وألم في داخلي لأنني كُنت لا أعرف سواه وشعرت بالأمان بوجوده . أسأل الله أن يرحم الأمير سلطان , وأن يكتب لي الشفاء أنا وكل معاق". شاهد الفيديو Dimofinf Player هذه هي مشاعرنا يا سلطان الخير