كشفت جريدة الواشنطن بوست أن المحققين في واشنطن شكوا في البداية في صحة ادعاءات العميل المكسيكي الذي أبلغ مكتب مكافحة المخدرات بمؤامرة اغتيال السفير السعودي عادل الجبير، والتي نقلت بدورها المعلومات إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، نظراً للسذاجة التي دفعت الإيرانيين للتعامل في موضوع اغتيال سياسي مع مكسيكيين من أعضاء الجريمة المنظمة. وبينت الصحيفة أن المحقق الأمريكي لم ينتقل خلال رحلته من الشك إلى اليقين إلا بعد أن وصلت أول حوالة مالية لحساب المكسيكي، وقدرها تسعة وأربعون ألفاً وخمسمائة دولار، حينها اشتعلت مكاتب التحقيق بالاهتمام بالمؤامرة وتم إبلاغ الرئيس الأمريكي بها.
وحسب "ميدل إيست أون لاين" فقد قادت التحقيقات الأمريكية إلى أن الإيراني عبدالرضا شاهلاي, القائد المهم في فيلق القدس التابع للجيش الثوري الإيراني، هو العقل المدبِّر لمؤامرة الجبير، وتولى قبل قيادته الفيلق قيادة وحدة التفجيرات والاغتيالات في العراق, وقضى شاهلاي وقتاً طويلاً في العراق، حيث نظَّم عمليات اغتيال وتفجير ضد أهداف أمريكية هناك.
ولم تكن هذه أول عملية يقوم بها شاهلاي ضد أهداف داخل الخليج العربي أو خارجه، إذ تتحدث التحقيقات الباكستانية عن أن فيلق القدس هو الذي يقف وراء قتل الدبلوماسي السعودي في كراتشي حسن القحطاني.
وتشير معلومات دقيقة إلى أن المسؤول في الحرس الثوري الإيراني شاهلاي هو الذي يقف وراء التخطيط لتنفيذ العملية، وأنه يرأس وحدة لإثارة القلاقل في الخليج العربي, حيث يدير عبر وحدته عملاء من لبنان وسورية والبحرين والكويت وباكستان، ويساعده في الوحدة عدد من الضباط المخلصين لخامنئي.
وقد بدأ شاهلاي في توسيع عدد أفراد الوحدة الخاصة بالخليج العربي بعد أن أبعد عن الإشراف المباشر على عمليات فيلق القدس في العراق، بعد انكشاف هويته هناك وملاحقة القوات الأمريكية له، وطلب الموالين لإيران داخل القوات العراقية من قائد فيلق القدس قاسم سليماني إبعاد شاهلاي عن الساحة العراقية.
وتمكَّن الأمريكيون من انتزاع تلك المعلومات من علي موسى الدقدوق، الذي اعتقلوه في العراق، وهو أحد ضباط فيلق القدس اللبنانيين والعضو في حزب الله اللبناني.