قال مسؤولون أميركيون أن المؤامرة التي حيكت لاغتيال السفير السعودي عادل الجبير "كانت عملا غير متقن من أعمال الهواة وعملية خرقاء من قبل وحدة العمليات الخارجية الإيرانية. وقال مسؤولون أمنيون أن منصور أرببسيار استعان بامرأة التقاها، بينما كان يعمل كتاجر للسيارات المستعملة في تكساس بأمل العثور على قاتل ينتمي إلى عصابة المخدرات المكسيكية "لوس زيتاس"، وانتهى بهما الأمر بالاتصال بمخبر سري أميركي. ولم تكن تلك المرأة سوى عمة المخبر. وقال مسؤولون أميركيون أن ارببسيار ارتكب أخطاء أخرى من بينها ترتيب مكافأة يسهل تتبع مصدرها مقابل تنفيذ الهجوم المدبر. وعزا المسؤولون هذه الهنات إلى ضعف خبرة إيران في تنفيذ عمليات سرية في الولاياتالمتحدة والمكسيك، وأشاروا إلى أن الولاياتالمتحدة تعتقد إن مؤامرة اغتيال الجبير كان القصد منها اتخذها كبرهان على أن مثل هذه العمليات يمكن أن يتم تنفييذها، كتمهيد لقيام إيران بارتكاب سلسلة من الهجمات على السفارات في الولاياتالمتحدة والأرجنتين. وطلب هولاء المسؤولون عدم الإشارة إلى هوياتهم حتى يتمكنوا من الأدلاء بتفاصيل مستقاة من تحليلات سرية وأخرى ذات صلة بهذه القضية. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن إيران كانت تأمل أن يتم اتهام القاعدة بتدبير الهجوم، لان هذا بدوره سوف يثير الكثير من مخاوف في الولاياتالمتحدة ودول المنطقة. مؤامرة اغتيال الجبير كان مقرراً اتخاذها كدليل لتنفيذ اغتيالات أخرى وقال المسؤولون إن فيلق القدسالإيراني مناط به نشر النفوذ الإيراني من خلال العنف وتهديد الدول الأخرى بالاغتيالات والإرهاب والهجمات والاختطافات. وتقوم وحدة العمليات الخارجة الخاصة التابعة لفيلق القدس بتنفيذ هذه العمليات وأحيانا من خلال أعوان متطرفين غير متوقعين. وتتبع الوحدة مباشرة للرئيس الإيراني على خامئني. وتتهم الولاياتالمتحدة فيلق القدس بشن منظومة من أشرس الأعمال الإرهابية ضد القوات الأميركية في الخارج. وقال المسؤولون الأميركيون إن المجموعة قامت في الآونة الأخيرة بتهريب صواريخ بعيدة المدى إلى داخل العراق ووضعتها تحت تصرف الجماعات الموالية لإيران، ونفذوا بها هجوما على معسكر "كامب فيكتوري" خارج بغداد في 6 يونيو الماضي ما تسبب في وفاة 6 جنود أميركيين. وتلعب المجموعة الإيرانية دورا مزدوجا في أفغانستان حيث تقدم الدعم المالي والاقتصادي علنا للرئيس الأفغاني، بينما تزود طالبان سرا بصواريخ بعيدة المدى. وتعتقد الحكومة الأميركية أن ارببسيار قد تلقى طلبا من قريب له يدعى عبدالرضا شاهلاي، وهو مسؤول كبير بفيلق القدس، بان يجند مهرب مخدرات، ذلك أن عصابات المخدرات تشتهر بالاغتيالات الجماعية، والوحشية وقطع الرؤوس والتمثيل بجثث الضحايا. وقال المسؤولون، انه باستمرار تسجيل السري للقاءات بين اببسيار والمخبر، استقرت المؤامرة في النهاية على اغتيال السفير الجبير في مطعمه المفضل. وقال مسؤولان أمنيان إن التفاوض بين الطرفين تناول أيضا إمكانية شن هجوم بالقنابل على أهداف أخرى في وقت لاحق مثل السفارة السعودية في الأرجنتين وسفارات أخرى في واشنطن. وقال مسؤولون اميركيون كبار إن السلطات الأميركية اتخذت قرارها بالتدخل إثر قيام العميل الإيراني بتحول أكثر من 100 ألف دولار للمخبر على دفعتين.