أوضح الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري أن الدارة بدأت في وقت سابق تنفيذ مشروع علمي عن "تحقيق مسارات طرق القوافل القديمة"، الذي يرمي إلى دراسة مسارات طرق القوافل القديمة التي تخترق أراضي السعودية على مر العصور. ووصف في خطاب تلقاه رئيس التحرير ما تميزت به هذه الطرق من علامات يستدل بها كالصوي والدوائر والمذيلات الحجرية التي تزخر بها أكثر مناطق السعودية، ومن ضمنها هذه الرسومات والأشكال الأرضية المختلفة داخل السعودية وفي بعض الدول المجاورة. مشيراً إلى أن "الدارة" كونت لهذا العمل لجنة علمية ضمت في عضويتها عدداً من المختصين من الجهات الحكومية ذات العلاقة وبعض أساتذة الجامعات المتخصصين، إضافة إلى بعث فِرَق ميدانية لعمليات المسح الميداني لكثير من المشاهد الأثرية في داخل السعودية وخارجها. وقال الدكتور السماري إن دارة الملك عبد العزيز أصدرت عدداً من الدراسات العلمية في هذا الموضوع، منها: كتاب "أطلس الشواهد الأثرية على مسارات طرق القوافل القديمة في شبه الجزيرة العربية"، وكتاب "في أرض البخور واللبان"، وكتاب "في أرض الشحر والأحقاف". جاء ذلك تعليقاً من الدكتور فهد السماري على التقرير الذي نشرته "سبق" بعنوان "اكتشاف رسومات أرضية عملاقة في السعودية وعدد من الدول العربية"، الذي حفل بالصور لهذه الرسومات العملاقة، وقالت "سبق" في تقريرها: تناقلت صحف وتليفزيونات غربية تقريراً حول اكتشاف رسومات أرضية عملاقة (جيوغليفس) في السعودية وعدد من البلدان العربية، وقالت إنها أقدم وأكثر عدداً من "خطوط نازكا" في جنوب بيرو. مشيرة إلى أنه لا يمكن رؤيتها إلا من ارتفاعات عالية. و"خطوط نازكا" عبارة عن سلسلة من النقوش القديمة والبناء بالأحجار، تقع في صحراء "نازكا" في جنوب بيرو، وتمتد لأكثر من 80 كيلومتراً، وتمثل أشكالاً لحيوانات، فيما يعتقد أنها تعود لحضارة "نازكا" بين عامي 400 قبل الميلاد و650م. وبحسب التقارير فقد اكتشفت الرسومات عبر التصوير الجوي بالأقمار الصناعية، وتقع في السعودية وسوريا والأردن، ويعتقد أن عمرها يزيد على 2000 عام، غير أن السبب في بنائها ما زال مجهولاً ويحير علماء الآثار والمؤرخين. وقال أستاذ التاريخ القديم في جامعة غرب أستراليا ديفيد كينيدي: ربما مر الناس فوقها وبجانبها لقرون دون أن يعرفوا أنها موجودة أو ما هو الشكل المرسوم، في إشارة إلى أنه لا يمكن رؤيتها إلا من الأعلى. وأضاف كينيدي، الذي سينشر بحثاً حول تلك الرسومات في العدد المقبل من مجلة العلوم الأثرية: يُعثر على تلك الرسومات الأرضية دائماً في حقول الحمم البركانية، ويسميها البدو آثار الأجداد.