يعرض جناح دارة الملك عبدالعزيز المشارك في "الجنادرية 27" صوراً لتشكلات حجرية التقطت ضمن مشروع الدارة العلمي الميداني " أطلس الشواهد الأثرية على مسارات طرق القوافل القديمة في شبه الجزيرة العربية " . ويهدف المشروع لدراسة الشواهد الحية للقوافل القديمة باعتبار أن هنالك قوافلاً قديمة مرت في شبة الجزيرة العربية وبرسم الخطوط تتضح مواطن التجارة والحواضر المرغوبة ومواطن الماء والكلأ فضلاً عن طرق الحج عبر تاريخ المكان. ويثير الزائر بعض التساؤلات حول الأشكال من الحجارة التي تشكلت على الأرض، دون معرفة لماذا جاءت على هذا النحو؟.. تراكمات غريبة الشكل ، خاصة أن بلادنا تغلب عليها الصحراء والفراغات البرية الطويلة أحياناً لا نلقى لها بالاً لكن دلالاتها التاريخية كبيرة وإن بعدت عن فهمنا، يعرضها الجناح الخاص بالدارة ليجيب على أن كل تراكم صخري هو أثر تاريخي وأن المسألة أبعد من عوامل التعرية فقط، بل لها عمق أثري وتاريخي إذا ما درست هذه البقايا الحجرية والصخرية بشمولية وترابط ستوصلنا إلى معلومات مهمة عن الأقوام السابقين وعلاقتهم بالأرض والصحراء ، و إشارات عن جغرافية الماء والعشب وغيرها من الدلالات الاجتماعية والاقتصادية. أسماؤها غريبة لدى الباحثين والمتخصصين المتتبعين لها مثل : المسننات لأن رؤوسها مسننة، والمذيلات لأنه يتبقى في آخرها مثل شكل الذيل ، والصوّى لأنها تبقى علماً غليظاً من الحجارة يوضع لاهتداء المسافرين ، والحبال الحجرية التي تكون كالحبل على الأرض أو على الجبل ، والدوائر الصخرية تشكل دائرة نملك لها عدة تفاسير لشكلها وأسماء علمية أخرى قد نملك في مصطلحنا العامي والشعبي مرادفات لها هي أيضاً تحتاج للجمع والتدوين . المشروع الذي تقوم بدعمه دارة الملك عبدالعزيز ، يقوم بتنفيذه الباحث عبدالله الشايع، الذي بين أن هذه التشكلات الصخرية موجودة في كل تضاريس العالم وتتشابه في القارة الواحدة وبين مناطق في القارات كافة، وأنها حيّرت الباحثين والعلماء عن سرّها العلمي لكنها في مجموعها تقول إن التاريخ البشري واحد بالرغم من اختلاف الجغرافيا، لكن عبدالله الشايع الذي جال مناطق المملكة على مدى سنوات ترك في كتاب طبعته دارة الملك عبدالعزيز بنفس اسم المشروع معلومات وصوراً تثري المهتمين والمعنيين في هذا المجال .