مع دخول فصل الشتاء، الذي انخفضت فيه درجات الحرارة إلى أن لامست في بعض المناطق الصفر، تنشط بشكل كبير عمليات تهريب وبيع الحطب بطرق غير مشروعة؛ وهو ما يهدد السعودية بالتصحُّر والجفاف نتيجة لزحف الرمال. يأتي ذلك على الرغم من الملاحقة المستمرة والعقوبات المفروضة من قِبل "الزراعة"، التي تصل إلى خمسة آلاف ريال عن كل شجرة تُقطع، وعشرة آلاف عن كل طن يتم ضبطه.
رقم يُدقُّ معه ناقوس الخطر وتشير تقديرات إلى أن حجم التدهور السنوي للغطاء النباتي الشجري في السعودية نتيجة احتطاب أشجار السمر وصل في العام الماضي إلى نحو 9000 هكتار، وهو رقم يُدقُّ معه ناقوس الخطر، وينذر بكارثة بيئية.
مغامرات آخر الليل وكشف عدد من تجار الحطب ل"سبق" أنهم يلجؤون إلى الطرق الصحراوية لتهريب الكميات الكبيرة، ويحدث ذلك في الأغلب آخر الليل، مشيرين إلى أن بعضهم يسلكون الطرق الرئيسة، وذلك بتهريب كميات صغيرة بشكل مخفي، ومن ثم جمعها حتى تكون حمولة. موضحين أنهم يبحثون من وراء ذلك عن لقمة عيش كريمة.
تهريب وتلاعب ورصدت "سبق" في أطراف مدينة الرياض العديد من المركبات المحمَّلة بالحطب، التي أسعارها تشجع على الاحتطاب الجائر والتهريب؛ إذ بلغ سعر حمولة "الوانيت" 2500 ريال، وقد تتخطى 3500 ريال بحسب الكمية والنوعية، بينما سجلت أسعار حمولة "الدينا" خمسة آلاف ريال.
السعودية تعاني من جانبه، علق على الموضوع يوسف شرعان الحمزي، عضو الجمعية الجغرافية السعودية، في تصريح إلى "سبق" قائلاً: إن السعودية تعاني تقلُّص الرقعة الخضراء لأسباب عدة، منها ما هو طبيعي كقلة الأمطار وغيرها، ومنها ما هو بشري، وذلك عن طريق النزهات البرية الفوضوية التي تتعدد فيها المسارات للمركبات؛ ما يؤدي إلى قتل النباتات وبذورها، وكذلك الاحتطاب الجائر الذي يبرز كعامل خطير، وهو اقتلاع الأشجار من جذورها، وقطع الخضراء منها؛ وبالتالي زيادة الفترة الزمنية للتعويض ونمو البديل؛ إذ إن النباتات الطبيعية تحتاج لفترات زمنية طويلة للنمو.
أهم الأشجار المهددة لافتاً إل أن من أهم الأشجار المهددة بالاندثار الأرطاء والغضاء والسمر والطلح، مبيناً أنها نباتات يستهدفها المحتطبون بشكل كبير، وهي أشجار معمرة؛ يصعب تعويضها.
9 آلاف هكتار في عام وقال: تشير تقديرات الدراسات الحديثة إلى أن حجم التدهور السنوي للغطاء النباتي الشجري في السعودية نتيجة لاحتطاب أشجار السمر فقط بلغ نحو 9000 هكتار عام 1436ه؛ وهو رقم ينذر بالخطر.