وصفت وزارة الزراعة الأبعاد والآثار السلبية المترتبة على ظاهرة الاحتطاب في المملكة بأنها تشكل أخطر العمليات التي أدت إلى تدهور الغطاء النباتي في المملكة بمعدلات سريعة، وأفرزت مشكلات كبيرة تتعلق بالتصحر وتدهور بيئة الإنسان، وأعلنت عن قلقها من أن أسواق الرياض وحدها تستهلك 48 ألف شجرة للتدفئة في موسم الشتاء فقط كل عام، داعية إلى الحزم في تنفيذ قرار منع الاحتطاب. وأوضحت الوزارة في تقرير إحصائي - حصلت "الوطن" على نسخة منه - أنها استعانت بدراسات ميدانية أجرتها مؤسسات أجنبية، واستندت على أرقام احصائية توضح الخسائر التي تفقدها المملكة من الأشجار، مشيرة إلى أن الدراسات كشفت أن 120 ألف هكتار تتم تعريتها من الأشجار والشجيرات في المملكة كل عام. فيما قدر خبراء لشركة "بارسنر" الأمريكية أن النباتات التي تقطع في منطقة القصيم "بريدة - عنيزة" سنويا تبلغ 10 آلاف و301 فدان أمريكي بما يعادل حوالي 45 كيلو مترا مربعا، وهو الرقم نفسه الذي قدر بإزاله الشجيرات من مراعي الشمال بحسب تقارير شركة "1976-seleh". وأضاف التقرير أن دراسة حديثة أجرتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بينت أن أكثر الأنواع المحتطبة هي شجر السمر والغضا والأرطى، فيما يقدر حجم التدهور السنوي للغطاء النباتي الشجري نتيجة احتطاب أشجار السمر بنحو 3376 هكتارا في عام 1423، ويتوقع أن يصل ذلك إلى 13712 هكتارا عام 1444، كما قدرت كمية حطب الغضا المعروضة في أسواق المملكة سنويا بنحو 4623،5 طنا، في حين تبلغ كمية حطب الأرطى المعروضة في الأسواق نحو 4188،5 طنا سنويا. واعتبرت الزراعة تلك الأرقام مؤشرا فقط، مشددة على أن حجم المشكلة على مستوى المملكة أكبر من ذلك بكثير، مبررة ذلك بأن الدراسات لم تجر إلا على عدد بسيط من مناطق المملكة. وأشارت إلى عدم وجود دراسة شاملة على مستوى المملكة بمجمل مناطقها ومحافظاتها وقراها. ورصدت الوزارة من خلال زيارة ميدانية لأسواق الرياض أعدادا كبيرة من الشاحنات التي تدخل الأسواق يوميا، إضافة الى كميات كبيرة من الحطب في هذه الأسواق. ولم يغفل التقرير أيضاً نتائج دراسة سابقة أجرتها الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية تبيّن أن عدد الأشجار التي تدخل أسواق الرياض في موسم "الشتاء" كحطب يقدر ب48000 شجرة، بما يوازي حمولة 1200 سيارة ناقلة.