- حسن الشهري - مع انتهاء المهلة التي حددتها وزارة الزراعة لأصحاب محال بيع الحطب والفحم المحلي للتخلص من الكميات الموجودة لديهم، أمس، بدأت الوزارة تطبيق قرار منع بيع الحطب والفحم المحلي، الذي يتضمن مصدرة الكميات المضبوطة وعدم تعويض أصحابها. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة الوكيل المساعد لشؤون الثروة الحيوانية جابر الشهري، بدء حملات لمصادرة الحطب من الأسواق والطرقات بمشاركة إمارات المناطق والمحافظات والبلديات. وقال الشهري ل«الحياة»، إن الحطب الذي ستتم مصادرته من المحال والأسواق التجارية لن يتم تعويض أصحابه، إذ إن الوزارة قامت بالتنبيه والتنويه لهم بسرعة بيع الحطب الذي بحوزتهم قبل بدء تطبيق القرار اعتباراً من أمس، مشيراً إلى أن أصحاب المحال والأسواق كان من المفترض أن يشتروا الحطب من المستوردين وليس من المحتطبين المحليين. وأضاف أن «هناك ارتفاعاً في نسبة الاحتطاب الجائر في كل عام، أدى إلى «تصحر» واضح في الأراضي الزراعية وكذلك في المراعي»، موضحاً أن الوزارة قامت في السابق بتوعيتهم بخطورة الاحتطاب الجائر على البيئة وأهمية المحافظة على المراعي والغابات، الذي بات إلزامياً. وأوضح الشهري أن الحطب يأتي من جميع مناطق المملكة، سواء من المدينةالمنورة أم المنطقة الجنوبية، وهناك حظر لنقل الحطب من منطقة إلى أخرى، وأي سيارة تكون محملة بالحطب سيتم إيقافها ومنعها من نقل الحطب، وهناك تنسيق مع وزارة الداخلية والمحافظات والمراكز لمنع انتقال الحطب من منطقة إلى أخرى ومنع الاحتطاب. وعما إذا كانت الوزارة يتوافر لديها العدد الكافي من الموظفين للقيام بحملات لمصادرة الحطب، أكد أن الوزارة لديها عدد كاف من الموظفين للقيام بذلك، وستستمر الحملة حتى تتم مصادرة جميع الحطب المحلي في الأسواق والمحال التجارية في جميع مناطق المملكة، لافتاً إلى أنه كان هناك إقبال على استيراد الحطب والفحم من الخارج منذ فترة، ولكن للأسف المواطنون يقبلون على الحطب المحلي. وقامت «الحياة» بجولة ميدانية على أحد مواقع الحطب في الرياض، إذ قال أبو محمد (تاجر حطب): «الحطب يأتيني من المدينةالمنورة، والطلب عليه يزداد في كل عام خلال فصل الشتاء، مشيراً إلى أن في السوق ثلاثة أنواع من الحطب هي: «السمر» و «الطلح» و«كينة»، وهي تأتي في معظمها من المدينةالمنورة والقليل يأتي من بيشة. وحول أسعار الحطب، قال: «الأسعار تختلف من نوع إلى آخر، وسعر حمولة حطب «السمر» ترواح بين ألف إلى سبعة آلاف ريال، بحسب الشاحنة وحجمها وكمية الحطب فيها، مشيراً إلى أن أكثر الزبائن يفضلون الحطب «الشلايخ» على «المبروم» لسرعة اشتعاله، ولكن يقل الحصول على مثل هذا النوع في الأسواق. وكان وزير الزراعة فهد بالغنيم، أكد في في تصريح سابق أن مشكلة الاحتطاب - وللأسف الشديد - موجودة بشكل كبير، وهناك تنسيق مع الجهات المعنية، والمفروض أن يوم 29 صفر 1434ه، آخر يوم يُسمح فيه ببيع الحطب. وتشير دراسة أعلنت أخيراً أن حجم التدهور السنوي للغطاء النباتي الشجري نتيجة لاحتطاب أشجار «السمر» تقدر بنحو 3376 هكتاراً العام قبل الماضي، ومن المتوقع أن يصل إلى نحو 13712 هكتاراً بعد 10 سنوات، كما قدرت كمية حطب «الغضاء» المعروضة في الأسواق المحلية سنوياً بنحو 54623 طناً، أما كمية حطب الأرطي المعروضة في الأسواق فقد قدرت بنحو 54188 طناً سنوياً.