أحالت لجان مُتابعة المتسولين والمتسولات بمحافظة الطائف مواطناً في العقد السادس من عمره للشرطة تورّط في نقل متسولة مصرية والتستر عليها ومحاولة إخراجها من توقيف مكتب المُتابعة الاجتماعية بعد القبض عليها قبل أن تتم إحالتها لإدارة الترحيل بالجوازات. كان المواطن التقى المسؤولين بمكتب المتابعة الاجتماعية بالطائف بعد أن أوقف مركبته من نوع كريسيدا ذات موديل قديم كان يتجول بها أولاً حول المكتب، وسأل عن امرأة بذاتها "مصرية الجنسية" وقعت في قبضة لجان مُتابعة ظاهرة التسول وموقوفة لدى المكتب، وأخبروه بأنها موجودة لديهم. وذكر أنه حضر ليكفلها ثم طلبوا منه هويته وسلّمها، فأخبره رجال المكتب بأن ذلك فيه مخالفة، ويُعتبر من باب التستر؛ كونه لا يمت لها بصلة، وأنها مجهولة، وتقيم في البلاد بصفة غير نظامية، وضُبطت وهي تتسول فتراجع وطلب إنهاء الأمر، وسمحوا له وغادر المكتب بعد أن تفهّم الوضع. لكنه سرعان ما عاد لمصيره مرةً ثانية وبرفقته "طفلة مصرية" في السابعة من عمرها ذكر لهم أنها ابنة المتسولة المقبوض عليها لديهم، وسئل من أي مكان أحضرها فقال لهم بأن جدها أرسلها من مكةالمكرمة، لكن لم يكن قد مضى عليه نصف ساعة منذُ أن غادر بعد حضوره للمكتب في المرة الأولى. وشك مسؤولو المكتب في روايته، فطلبوا الانفراد بالطفلة، وطرح بعض الأسئلة عليها؛ لتُفصح عن الحقيقة، وتؤكد أنها موجودة بالطائف، ودائماً ما تتناول وجبة الإفطار مع والدتها وأقاربها الذين يمتهنون التسول بأحد المساجد بشكل يومي خلال شهر رمضان المبارك، لتفضح المواطن وتؤكد تستره عليهم وأنه يتولى نقلهم. وأقر هو نفسه بذلك بعد الضغط عليه، وبيّن أن خالتها هي من طلبت منه أن يوصلها للمكتب لوالدتها، حينها طلب منه مسؤولو المكتب بأن يوصلهم لمنزل خالتها. وبعد تردد وافق بعد أن اتصل عليها وأخبرها بأنه سيُعيد الطفلة لها، لكنها طلبت منه أن يوصلها لأحد مكاتب العقار بشارع عكاظ بالطائف، وأنها ستقوم هي بأخذها من المكتب؛ خوفاً من أن تكون الجهات الأمنية ترافقه. وتولت فرقة أمنية مرافقة المواطن والطفلة لحين الوصول للمكتب المعني، وبلقاء صاحبه أكد بأنه لا يعرف الطفلة، ولا يعرف المرأة المصرية، وأنه لا يؤجر المُتخلفين عن أنظمة البلاد إطلاقاً، ونفى أن يكون هُناك اتفاق بينه وبين امرأة مصرية على وضع الطفلة لديه، ومن ثم تزوره وتأخذها. وبعد ذلك تم الانتقال مع المواطن لمنزل المرأة المصرية وبالاتصال عليها وجد هاتفها الجوال مُغلقاً، ما يعني أنها كشفت وجود الأمن معه، ما دفع الفرقة الأمنية للعودة لمكتب المُتابعة الاجتماعية. وهُناك تم إلحاق الطفلة بوالدتها، فيما تمت إحالة المواطن لمركز شرطة الفيصلية وفق محضر رسمي يُثبت نقله وتستره على المتسولات الوافدات. وذكرت مصادر بأن هاتف المواطن كان يحمل جُملة من أرقام النساء المُسجلة بأسمائهن، ما يعني أنه على علاقات بهذه الفئة من المتسولات يتولى نقلهُن ومتابعتهن. ولا زالت قوة المهمات والواجبات الخاصة بالتعاون مع مكتب المتابعة الاجتماعية بالطائف تواصل حملاتها الأمنية ضد ممتهني التسول من النساء والرجال. ووصل عدد المقبوض عليهم حتى ليل البارحة 103 غالبيتهم من الوافدين وتحديداً من الجنسية اليمنية، كان آخرهم ليل أمس، حيث تم القبض على 11 من المتسولين والمتسولات معظمهم من اليمنيين الذين يشكّلون عُصابات تتوزّع بالمساجد والأسواق للاستيلاء على أموال الناس من خلال امتهانهم التسول، وضبط بحوزتهم على مبالغ كبيرة، وأجهزة جوال للتنسيق فيما بينهم.