شدد استشاري الأنف والأذن والحنجرة وأورام الرأس والرقبة الدكتور رجب بن أحمد الزهراني، على أهمية تقنية "مراقبة العصب (المستمرة) في أثناء عمليات الغدد الدرقية والجار الدرقية"، و"مراقبة هرمون الغدد جار الدرقية"، وقال إن هناك نحو 4000 مريض يعانون الأورام داخل المملكة، يحتاجون إلى هذه التقنية، ولا بد من توفيرها لهم في أسرع وقت". وأشار "الزهراني"، وهو أول مَن أدخل هذه التقنية إلى المملكة عام 2013، إلى أن فائدة التقنية الأولى تتمثل في التأكد من عمل وسلامة العصب في أثناء العمل الجراحي، نظراً لأهميته البالغة في عمليات التنفس والأكل والكلام"، محذراً من أن "أي ضرر قد يلحق بالعصب لا سمح الله له تأثيرات كوارثية على صحة المريض".
وأضاف: "التقنية الثانية تستهدف مراقبة مستويات الهرمون في أثناء إجراء العملية الجراحية، لمعرفة مدى نجاح استئصال الورم، والتفريق بين الغدة السليمة من الغدة المعتلة، خاصة أن هناك 4 غدد جار درقية، متداخلة الشكل والموقع، ولا بد من التفريق بينها قبل إجراء العملية الجراحية".
وقال إن "أورام الغدد الدرقية، تحتل الترتيب الثاني في عدد حالات سرطان الثدي بين النساء السعوديات".
ودعا "الزهراني"، إلى الاستفادة القصوى منها في جميع مناطق المملكة، وقال: "اطلعت على تفاصيل هذه التقنية في أثناء زيارة عمل إلى ألمانيا، فوجدت أنه من الواجب عليّ كطبيب سعودي، إدخال هذه التقنية إلى المملكة، بعدما تأكدت من أهميتها للمرضى داخل الوطن، وكانت أول حالة خضعت لهذه التقنية في المملكة، في مدينة الملك عبدالعزيز بجدة، ثم مركز الأمير فيصل بن بندر في القصيم".
وقال: "آمل في نشر هذه التقنية في جميع المراكز والمنشآت الصحية في مناطق المملكة"، مؤكداً حاجة المنطقتين الشرقية والغربية إلى مراكز متخصّصة في علاج مثل هذه الأورام، وتتبع هذه التقنية".
وقال: "هذا الأمر ليس صعباً، خاصة إذا عرفنا أن استحداث هذه التقنية، لا يكلف الكثير، ويعتمد فقط على تدريب الأطباء على استخدامها".
وكشف "الزهراني"، وهو أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة الباحة، أن "تقنية مراقبة العصب المستمرة أثناء عمليات الغدد الدرقية والجار الدرقية، تتم عبر ارسال إشارات إلكترونية الى العصب كل 5 أو 10 ثوان، عبارة عن محفز قليل القوة، وبعدد معين، يساعد على التحكم فيه، على أن يتم التقاط استجابة العصب عن طريق العضلات المغذية له، ونتأكد من ذلك بقياس مقدار قوة انقباض العضلات التي تغذى على هذا العصب، وهي عضلات الحبال الصوتية، وتتم قراءة كامل تفاصيل العملية عن طريق كمبيوتر ودائرة خارجية، تراقب ذلك على مدار العملية".
وأبدى استعداده، لنشر هذه التقنية، وتدريب أطباء في المنشآت والمراكز الصحية في مناطق المملكة، على استخدامها، وقال: "لا أمانع في إقامة الدورات التدريبية في أي مراكز طبية، لشرح هذه التقنية، ونشرها، لأنها مهمة للغاية، لضمان نجاح العمليات الجراحية دون أي مضاعفات"، مشيراً إلى أنه يتابع من كثب آخر تطورات هذه التقنيات في المراكز العلمية المتقدمة في أوروبا، لنقلها إلى المملكة. وقال: "أتواصل مباشرة مع جامعة مارتن لوثر الألمانية، وأقوم بزيارات منتظمة لها، للاطلاع على كل ما جديد وحديث في هذه التقنية، لنقلها أولاً بأول إلى المملكة".
يُشار إلى أن "الزهراني" مدرب معتمد في المركز العالمي لتعليم هذه التقنية في جامعة مارتن لوثر، وقدم نحو 10 محاضرات تتناول هذه التقنية في المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية، كان آخرها أوائل 2015، وستكون هناك دورة تدريبية في أبريل المقبل، كما سيشارك في مارس المقبل في المؤتمر السنوي للجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة.