تؤكد أخر إحصائيات السجل الوطني للأورام في المملكة عام 2008م وجود حوالي 606 حالات، وهي تعادل نسبة 6.8% من جميع حالات السرطان البالغ عددها 8.848 حالة، حيث يأتي سرطان الغدة الدرقية في المرتبة الرابعة لجميع حالات السرطان، وفي الرتبة الثانية بعد سرطان الثدي للنساء، إذ بلغت الحالات المصابة به من مجمل حالات السرطان عند النساء في عام 2008 حوالي 475 حالة، وتعادل 10.3%. الغدة الدرقية ووظيفتها د منتصر همام يذكر استشاري ورئيس قسم السكر والغدد الصماء، الدكتور منتصر همام، أن الغدة الدرقية تأتي في مقدمة الرقبة تحت تفاحة آدم مباشرة، وشكلها يشبه شكل الفراشة، وكل جناح منها يمثل جزءاً ممتداً نحو اليمين واليسار فوق القصبة الهوائية، ويلتصق بها زوجان من الغدد تسمى الجار درقية، ويمر من خلف الغدة الدرقية عصبان مهمان يغذيان الحبال الصوتية. وتتحكم الغدة الدرقية في كل خلية من خلايا الجسم، وتساعد على تنظيم أهم وظائفه، مثل: عملية الاستقلاب، وتنظيم ضربات القلب، وقوة العضلات، ووزن الجسم، ومخزون الجسم من النشاط والطاقة، والذاكرة، وأمور أخرى. سرطان الغدة الدرقية ويوضح الدكتور همام أن الغدة الدرقية قد تصاب بورم، أو نمو سرطاني، خلال عملية استبدال الخلايا الدرقية القديمة بأخرى جديدة، لتتحول بعض الخلايا أثناء حدوث هذه العملية المستمرة والمنتظمة إلى خلايا شاذة، فلا تتبع دورة النمو المعتادة، لتنمو وتتكاثر دون سيطرة، ومن ثم تتحول إلى خلايا سرطانية. أنواع سرطان الغدة الدرقية السرطان الحليمي «Papillary Cancer»، وهو الأكثر شيوعاً، ويمثل 90% من سرطان الغدة الدرقية. السرطان الحويصلي «Follicular Cancer». السرطان الجزعي «Medullary Cancer». سرطان مشوه النسيج «Anaplastic Cancer». أعراض المرض ويبين الدكتور همام أن أهم أعراض الإصابة بسرطان الغدة الدرقية شكوى المريض من الشعور بكتلة، أو عقدة في الرقبة، في مكان الغدة الدرقية، وحدوث بحة في الصوت، وصعوبة في البلع، وفقدان في التوازن، وقد يصاب بعض المرضى في كثير من الأحيان بسرطان الغدة الدرقية دون وجود أعراض، حيث توجد لدى 75% من الناس تقريباً عقد في الغدة الدرقية، إلا أنه من المهم معرفة أن أكثر من 95% من هذه العقد ليست سرطاناً في الغدة الدرقية، ولا يتضح ذلك سوى بالفحص والتصوير. مسبباته ويذكر الدكتور همام أن هناك مسببات عدة للإصابة بسرطان الغدة الدرقية، منها: تعرض الغدة للإشعاعات السينية، خاصة في فترة الطفولة، والعوامل الوراثية، والمتغيرات الجينية والجسمية، وقد لا توجد أسباب معروفة في أغلب الأحيان. تشخيصه ويشير همام إلى أن العقيدات، أو الكتل، في الغدة الدرقية، قد تكتشف من قبل الطبيب أثناء الكشف الروتيني لأسباب أخرى، وقد يشعر بها المريض، أو يراها في المرآة، أو يلاحظها غيره صدفة، وفي بعض الحالات تكتشف عرضاً خلال القيام في اختيارات، مثل: صورة الأشعة السينية، أو الموجات فوق الصوتية، أو تصوير الرنين المغناطيسي، لتقييم أعراض أو حالات مرضية أخرى في الرأس، أو في الرقبة، موضحاً: ويمكن معرفة أن هذه العقدة، أو الورم، بأنه ورم ناتج من خلايا حميدة، أو خلايا سرطانية، بعمل التالي: صور الغدة الدرقية بالموجات الصوتية، وصور الطب النووي، وخزعة بالإبرة الرفيعة بمساعدة التصوير بالموجات فوق الصوتية، حيث يقوم الطبيب بإدخال إبرة رفيعة خلال الجلد إلى العُقيدة المقصودة داخل الغدة الدرقية، ويسحب عينة من الخلايا، وترسل إلى المختبر لتحليلها لمعرفة أنواع الخلايا. علاج سرطان الغدة الدرقية يقول همام إن طرق علاج المرض تتمثل في: الاستئصال الجراحي: حيث يتم الاستئصال الكامل للغدة الدرقية والأنسجة المنتشر فيها المرض جراحياً، وينتشر هذا المرض أكثر عن طريق الغدد الليمفاوية، وعكس كل الأورام السرطانية الأخرى انتشاره إلى الغدد اللمفاوية لا يعني ضعف الفرصة في الشفاء النهائي، ولكن يجب استئصال الغدد الليمفاوية المتضخمة جراحياً. العلاج باليود المشبع: ويستخدم في حالات السرطان الحليمي والحويصلي، حيث يتم تعريض المريض إلى (اليود المشبع) بعد العملية الجراحية بأربعة أو ستة أسابيع، عن طريق تناول كبسولات بالفم، وبدوره يقوم بقضاء أي خلايا درقية بالجسم، وعادة ما يمنع المريض بعد تناول اليود المشبع من الاختلاط بالناس لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام، إلى حين التخلص منه عن طريق الفضلات. العلاج المثبط لنشاط الغدة الدرقية: ويتم بعد ذلك إعطاء المريض جرعة يومية من هرمون الغدة الدرقية، ويجب عدم التوقف عن تناول الهرمون، إلا بتوجيه من الطبيب. وهذا الهرمون هو دواء بسيط، وليس له أضرار على الجسم، ولا يمكن العيش بدونه بعد استئصال الغدة. ويطمئن الدكتور همام مرضى سرطان الغدة الدرقية بأن هذا المرض يعد من الأورام التي ترتفع فيها نسبة الشفاء بشكل كبير إذا ما تم تشخيصها مبكراً، ومتابعتها وعلاجها بالطريقة الصحيحة، مشيراً إلى أن الطبيب المعالج هو من يقرر عدد ومواعيد الزيارات، حسب الوضع الصحي للمريض. وبشكل عام، فإن فحص هرمونات الغدة الدرقية والفحص المقطعي الكامل للجسم يتم إجراؤهما كل 6 إلى 12 شهراً. وبناءً على نتيجة الفحوصات، يقرر الطبيب مواعيد الزيارة والمتابعة.