تظّلم مجموعة من أطباء جراحة العظام المتدربين لدى الهيئة السعودية للتخصصات الصحية من ما أسموه الإجحاف الذي وقع عليهم من اللجنة الجديدة لاختبارات الهيئة وذلك بعد إنهائهم 5 سنوات من التدريب.
وتأتي شكوى الأطباء من لجنة الاختبارات بعد وصول نسبة الرسوب في اختبار (الجزء الأول) لأطباء جراحة العظام -السنة الثالثة- لقرابة 60% وفي اختبار (الجزء الثاني) للأطباء الخريجين -السنة الخامسة- لقرابة 50%، وذلك برسوب 20 طبيباً من أصل 47 من داخل المملكة ورسوب 6 أطباء من أصل 7 أطباء في سلطنة عمان التي تخضع لاختبارات هيئة التخصصات السعودية، بحسب ما ذكره الأطباء ل"سبق." وأكد الأطباء ل"سبق" أن نسبة الرسوب الحقيقية تجاوزت 50% ، لكن اللجنة الجديدة التي بدأت عملها منذ بضعة أشهر لجأت لإلغاء بعض الأسئلة. إذ إن ارتفاع نسبة الرسوب إلى 50% قد يضطر اللجنة لإعادة الاختبار قياسًا على ما تنص عليه لوائح الهيئة السعودية للتخصصات في اختبار الجزء الأول والاختبار العملي في نفس التخصص، وهو بالطبع ما لا تريده لجنة الاختبارات حسب تعبير الأطباء لأن في ذلك ادانة لها. ونوه الأطباء إلى تأخر النتائج لأسبوعين، رغم أنها لا تحتاج لكل ذلك الوقت مقارنة ببقية التخصصات، حيث إن آلية تصحيح الاختبارات واحدة وتكون عبر الحاسب الآلي فتظهر النتائج بنفس اليوم.
وقال الطلاب ل"سبق": "هناك تضييق في الهيئة على كبار الاستشاريين ممن هم أكبر سنًا وأكثر حرصاً وأعمق علمًا، حيث تم استبعادهم تدريجياً وبعضهم اعتذر عن المشاركة لعدم اقتناعهم بما تقوم به الهيئة من تخبطات واضحة، فكيف تستهتر الهيئة بالأطباء المتدربين وتجعل حديثي التخرج هم من يضع الاختبار لأعلى شهادة تمنحها الهيئة!؟"
وأضاف الأطباء أن المستشفيات مليئة بالأطباء الأجانب ممن هم دون مستوى الطبيب السعودي بمراحل قائلين: "نحن أطباء سعوديون أبناء بلد الخير وبعضنا شارك في خدمة قواتنا في "عاصفة الحزم" وهذا دليل كفاءتنا وكلنا طموح بأن نقدم لبلدنا كل ما بوسعنا بأفضل وجه وأمانة وإخلاص لنرتقي به لأعلى المراتب لكن هذه اللجنة الجديدة وباختبارها الظالم قتلت طموحنا وأضرت بنا اجتماعياً وأثرت على رواتبنا والتزاماتنا الأسرية وغيرها من الأضرار ناهيك عن فوات الالتحاق بزمالات التخصص الدقيق التي يحتاجها بالمجتمع."
وقدم الأطباء خطاب تظلم لرئيس الهيئة السعودية للتخصصات الصحية والتقوا بنائبه دون الحصول على تجاوب إيجابي حسب وصفهم، معربين عن نيتهم الجادة للتصعيد لأعلى المستويات والتوجه بكامل الوثائق والمستندات إلى ديوان المظالم وهيئة مكافحة الفساد.
ويطلب الأطباء من الهيئة الإجابة عن الأسئلة التالية بكل شفافية: "من قام بصياغة أسئلة الاختبار وعلى أي المراجع استندت؟ وما هي النسبة الحقيقية للراسبين قبل جميع التعديلات؟ وكم مرة قامت اللجنة بتعديل النتائج؟ وما هو عدد الأسئلة الملغية؟ وكم عدد الأسئلة المغلوطة والتي تحتمل عدة إجابات؟ وما هي الآلية التي اتبعتها اللجنة لتعديل النتائج؟".
وشدد الأطباء بمطالبتهم في نهاية خطابهم بإعادة تقييم الأسئلة من قبل لجنة محايدة وعمل اللازم، معربين عن تمسكهم بالمطالبة بإعادة الاختبار بأقرب فرصة للأطباء الذين لم يتوفقوا فيه بدل أن ينتظروا عاماً كاملاً للإعادة، مؤكدين أن الاختبار لا يعكس مستوى الطبيب بتاتاً.
وبدورها توجهت "سبق" إلى الهيئة السعودية للتخصصات الطبية وتواصلت مع متحدثها عبدالله الزهيان، وبعد ذلك تم إرسال الاستفسارات منذ مطلع الأسبوع الماضي دون تجاوب أو رد حتى الآن.