تواصل "كسارات الحجارة" في منطقة "الشعبة" و"أبو سريح" غرب محافظة الخرمة أعمالها مع نزول بعض المخالفين في مواقع جديدة، في تحدٍّ واضح وصريح من أصحاب هذه الكسارات والخلاطات لتعليمات وأوامر الجهات المسؤولة بمحافظة الخرمة بإيقاف مزاولة نشاطها في هذه المنطقة، وضرورة انتقالها للموقع المخصص لهم داخل المجمع الحكومي على طريق "الخرمة - رنية". توجيهات "الفيصل" تكشف المخالفات بناءً على توجيهات مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل، بتاريخ 4 / 7 / 1346ه، بشأن عمل جولات ميدانية على مواقع الكسارات بالمحافظات، وحل الشكاوى حسب التعليمات، قامت لجنة حصر الكسارات بمحافظة الخرمة بالوقوف على جميع الكسارات غرب المحافظة، واتضح أنَّها تعمل خارج الموقع المعتمد، وغير ملتزمة بالاشتراطات البيئية، ولا يحمل أصحابها رخصًا نظامية لممارسة هذا النشاط.
تحدي التعليمات.. إلى متى؟ ومع إثبات هذه المخالفات، وكثرة الشكاوى من المواطنين، كتبت إدارة الطرق والنقل بمحافظة الخرمة، بتوجيه من المحافظ، التعهدات على أصحاب الكسارات الموجودة غرب الخرمة، وطالبتهم بإيقاف العمل، وسرعة الانتقال إلى الموقع المحدد لها على طريق الخرمة - رنية، ومراجعة الجهات المختصة للحصول على الرخص النظامية لمزاولة النشاط، مع ردم جميع الحفريات المتبقية من آثارها.. لكنَّ هذه الكسارات لم تلتزم؛ وبقيت بمواقعها حتى اليوم!
كما تم إنزال معدَّات وآليات جديدة الأسبوع الماضي بمنطقة "أبو سريح" لتكسير الحجارة، بإشراف عمالة أجنبية مجهولة. ورغم منعهم من لجنة حصر الكسارات بمحافظة الخرمة، ومطالبتهم بعدم تركيب معداتهم وتشغيلها، إلا أنَّهم جهَّزوا اليوم الخلاطات للعمل؛ ما جعل أحد المواطنين الذي يسكن بمواشيه بالقرب منهم يتقدم بشكاوى للمحافظة.
ضحايا الكسارات: مواطن وزوجته وابنه في فترة مواسم الأمطار هطلت أمطار غزيرة على غرب محافظة الخرمة؛ سالت إثرها الشعاب، وتحولت الحُفر العميقة التي خلفتها أعمال هذه الكسارات إلى مستنقعات مائية عميقة، مشكِّلة خطرًا كبيرًا على كلِّ من يقترب منها. وفي يوم الأحد الأول من رجب لعام 1436ه أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة، العقيد سعيد سرحان، أنَّ مركز التحكم والتوجيه بمحافظة الخرمة تلقى بلاغًا عن غرق ثلاثة أشخاص بمستنقع غرب المحافظة ب25كم، وأنَّه مع وصول الفرق بدأ البحث في المستنقع المائي الناتج من الأمطار خلال الفترة الماضية، بمساحة تصل إلى 500 متر مربع، وتبيّن أن هذا المستنقع المائي الموجود بجوار مجموعة من "كسارات الحجارة" المخالفة قضى على أب وزوجته وابنهما.
4 سنوات من الانتظار وجدد سكان البادية من أصحاب المواشي في منطقة "الشعبة" و"أبو سريح" و"الحزم الحمر" في اتصالهم ب"سبق" مناشدتهم أمير منطقة مكةالمكرمة رفع الضرر عنهم، والتدخل الحازم لإيقاف عمل هذه الكسارات، وعدم السماح بانتشارها في الشعاب والمراعي بين مواشيهم؛ لما تسببت به من تخريب للبيئة، وقطع للأشجار والنباتات الصحراوية، وتحويل المنطقة إلى حُفَر وغبار.. مؤكدين أنَّهم ينتظرون منذ أربع سنوات الحصول على حلول عاجلة لشكاواهم، وإنهاء هذا الموضوع.