علمت "سبق" أنه منذ أكثر من خمس سنوات وسكان البادية من أصحاب المواشي في منطقة "الشعبة" و"أبو سريح" و"الحزم الحمر" غرب محافظة الخرمة يطالبون الجهات المسؤولة بالتدخل وإنقاذ المراعي والشعاب والأشجار من التخريب والضرر الذي طالها بسبب انتشار "كسارات الحجارة" وسط هذا الموقع بصورة غير نظامية، مع ممارسة أعمالها بلا تصريح رسمي. كما أن المواطنين من سكان هذه البادية مع كثرة مطالباتهم بإيقاف عمل كسارات الحجارة وإبعادها عن مراعي المواشي غرب الخرمة لم يجدوا غير ازدياد نزول الكسارات الجديدة بجوارهم لبدء ممارسة أعمالها؛ ما تسببت في تحوُّل المراعي الخضراء والأشجار الكثيفة والنباتات الصحراوية الطبيعية إلى منطقة مليئة بالغبار والحفر العميقة والمستنقعات المائية، حتى أصبحت غير صالحة للرعي.
ومع كثرة الشكاوى وجهت إدارة الطرق والنقل بمحافظة الخرمة في نهاية العام 1434ه المقاولين أصحاب الكسارات الموجودة بمناطق "الشعبة" و"الحزم الحمر" و"أبو سريح" غرب الخرمة بضرورة الانتقال إلى الموقع المحدد لها على طريق الخرمة - رنية، وردم جميع الحفريات المتبقية من آثارها، لكن هذه الكسارات لم تلتزم، وبقيت بمواقعها؛ ما جعل الحُفر العميقة التي خلفتها أعمال هذه الكسارات طوال السنوات الماضية باقية، ومع هطول الأمطار الغزيرة عليها تتحول إلى مستنقعات مائية عميقة، تبقى لأكثر من ثلاثة أشهر وهي تحتفظ بمياهها مشكِّلة خطراً كبيراً على كل من يقترب منها.
وفي مساء أمس الأحد أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة، العقيد سعيد سرحان، أن مركز التحكم والتوجيه بمحافظة الخرمة تلقى بلاغاً عن غرق ثلاثة أشخاص بمستنقع غرب المحافظة ب25كم، وأنه مع وصول الفرق بدأ البحث في المستنقع المائي الناتج من الأمطار خلال الفترة الماضية، بمساحة تصل إلى 500م2.
فقد قضت هذه الحفرة العميقة بالمياه على أب في العقد الخامس من العمر وزوجته وابنهما (15 سنة) بعد أن حولتهم من متنزهين إلى ضحايا وغرقى بمستنقع مائي يقع بجوار مجموعة من "كسارات الحجارة" المخالفة بمزاولة العمل غرب الخرمة.