تسلم جد الطفلة "فاطمة" التي توفيت في مستشفى الملك خالد بتبوك، مطلع الشهر الحالي؛ جثمان حفيدته بعد 19 يوماً؛ إثر ما وصفه بإهمال صحة المنطقة وعدم تعاطيها مع التحذيرات التي سبقت الأمطار التي هطلت على المنطقة حينها، مشيراً إلى أن إهمالهم في تسرب مياه الأمطار لغرفة العناية المركزة للأطفال أوقف أجهزة الأكسجين جراء انقطاع التيار الكهربائي الداخلي للمستشفى، مؤكداً ملاحقته للمتسببين. وتفصيلاً: قال جد "فاطمة"، "محمد البلوي": إنه تسلّم جثمان حفيدته البالغة من العمر "20 يوماً" عصر أمس، وأكمل إجراءات الصلاة عليها، ودفنها بعد مرور 19 يوماً على وفاتها دون أن تتعامل صحة المنطقة مع القضية نظامياً كما يجب، أو إنسانياً؛ بتقديم الاعتذار أو العزاء لأسرتها.
وأضاف: "طوال الفترة الماضية وأنا أنتظر إبلاغي بنتائج التحقيقات التي تقدمت على إثرها بشكوى رسمية لإمارة المنطقة، إلا أنه لم يتواصل معي أي مسؤول من صحة تبوك"، مشيراً إلى عزمه على إكمال دعواه قضائياً لمحاسبة المتسبب؛ حتى لا يتكرر هذا الموقف، الذي راح ضحيته ثلاثة أطفال خدج من ضمنهم حفيدتي؛ بسبب توقف أجهزة الأوكسجين بعد تسرب مياه الأمطار لغرفة العناية المركزة للأطفال وانقطاع التيار الكهربائي الداخلي للمستشفى، مبيناً أنه لا يطلب أي تعويض مادي وراء دعواه، بل من منطلق تحقيق المصلحة العامة لضمان عدم تكرار هذه المأساة.
"وتابع": "صحة المنطقة مع الأسف لم تتدارك حجم إهمالها في متابعة مقاول مستشفى الملك خالد، الذي يعمل على مشروع إعادة البنية التحتية للمستشفى، إلا بعد وقوع الكارثة"، مستدلاً بذلك على تصريحات وكيل وزارة الصحة للشؤون الهندسية والإمداد الذي وجه بمعالجة أسباب تسرب المياه في المستشفى بشكل جذري ونهائي وفوري تحسبًا لهطول الأمطار؛ ذلك بعد أن وقف ميدانياً على أعمال إعادة عزل المياه بأسطح مستشفى الملك خالد بعد التسربات التي اضطرت صحة المنطقة لإعلان حالة الطوارئ فيه.
وأوضح: "كان هذا التوجيه الذي أصدره وكيل وزارة الصحة يجب أن يكون قبل هطول الأمطار التي اخترقت أسقف المستشفى وكادت أن تقع كارثة أكبر لولا لطف الله، ولاسيما أن التحذيرات التي تفيد بهطول أمطار جاءت في وقت يمكن لصحة المنطقة نقل كل المرضى المنومين إلى أماكن أكثر أماناً".
يُذكر أن صحة المنطقة قد برأت ساحتها من وفاة الطفلة "فاطمة" البالغة من العمر 20 يوماً، عبر بيان رسمي، ذكرت فيه أنه تم نقل كافة الأطفال من القسم احترازياً بتاريخ "4- 2- 1437ه"، وتحويلهم لوحدة العناية المركزة بالطوارئ، مؤكدة أنه خلال عملية النقل كانت جميع الأجهزة الكهربائية داخل المستشفى تعمل بشكل طبيعي.
وأضافت حينها: "تم نقل الأطفال على أجهزة التنفس الصناعية التي تعمل ذاتياً (مصدر طاقة)، ولم تتعرض الطفلة لأي مشاكل صحية أثناء نقلها، وكان سبب وفاتها الخداج الشديد والحالة الحرجة، مع عدم اكتمال نمو الرئة، وتعرض الطفلة لاختلاطات رئوية تنفسية، مشيرة إلى أن هطول الأمطار بدأ الساعة (الحادية عشرة صباحاً حتى الواحدة ظهراً)، ولا علاقة للنقل الطارئ وهطول الأمطار بوفاة الطفلة".