وصف جَدّ الطفلة التي توفيت، مساء الاثنين الماضي، داخل مستشفى الملك خالد بسبب إخلاء عناية الأطفال المركزة لتضررها من هطول الأمطار وانقطاع الكهرباء؛ مما أدى لتوقف أجهزة التنفس عن الطفلة ووفاتها لنقص الأكسجين، "بيان صحة تبوك" بأنه جاء تنصلاً من المسؤولية؛ صافعاً كل مفردات البيان بالردود، ومتمسكاً بحقه في تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب وفاة الطفلة التي لم يتسلم جثمانها حتى الآن، وعلمت "سبق" من مصادرها أن إمارة تبوك قد وجّهت بالتحقيق في القضية. وتفصيلاً، قال جَدّ الطفلة محمد البلوي ل"سبق": "لا يقتصر إهمال صحة تبوك على عدم أخذ الاحتياطيات اللازمة في إخلاء غرف العناية المركزة للأطفال قبل وقوع الحالة المَطَرِيّة التي جاءت تحذيراتها قبل أيام؛ مع علمها أن مشروع البنية التحتية للمستشفى لا يزال قيد العمل فحسب؛ بل يتعدى لقصور مستشفى الولادة والأطفال التي حُوّلت منها الطلفة دون أن تذكر السبب الحقيقي وراء تحويلها".
وقال: "السبب الحقيقي وراء تحويل ابنتي من مستشفى يُعتبر متخصصاً ومرجعياً وهو مستشفى الولادة والأطفال لقسم في مستشفى الملك خالد، هو عدم وجود حضانة بمستشفى الولادة والأطفال، وهو ما ذكره لنا مسؤولو الصحة، وهذا يكشف جانباً من القصور الذي لم توضّحه صحة تبوك في بيانها الذي اختصرته بقولها أنه تم تحويلها من مستشفى الولادة والأطفال".
وأضاف: جاء بيان صحة تبوك مختلفاً عما هو مدوّن في شهادة الوفاة؛ حيث ذكرت في بيانها ساعة الوفاة عند الساعة التاسعة مساء، وأن سببها "كان الخداج الشديد والحالة الحرجة، مع عدم اكتمال نمو الرئة، وتعرض الطفلة لاختلاطات رئوية تنفسية"؛ بينما في شهادة الوفاة جاءت ساعة الوفاة الساعة العاشرة مساء، وأن سبب الوفاة انخفاض وزن شديد لطفل حديث الولادة، وتم وضعها على جهاز التنفس "التهاب رئوي أتتان"!! ولم توضّح ما هو سبب هذا الالتهاب وكيف وصل إليها.
وتابع الجَد: "الطفلة ظلّت منوّمة في العناية المركزة بمستشفى الملك خالد بعد تحويلها، وقبل أن يسقط السقف المستعار بسبب الأمطار ل13 يوماً وهي مدة كافية طبياً أن يزيد وزنها لو وُجدت عناية كافية واهتمام؛ حيث أكد بيان الصحة أنها حُوّلت ووزنها 650 جراماً، وتوفيت ووزنها 650 جراماً؛ فهل من المعقول أن تبقى على نفس الوزن ل13 يوماً".
وذكرت مصادر ل"سبق"، أن التوجيه صدر من إمارة تبوك بالتحقيق في وفاة الطفلة فاطمة البالغة من العمر 20 يومياً ومحاسبة المتسبب إن وُجد، بعد أن تَقَدّم ذوو الطفلة بشكوى لإمارة المنطقة؛ فيما أشار جد الطفلة إلى أنه لم يستدعِه أحد حتى الآن؛ مبيناً أنه رفع شكوى أيضاً لوزارة الصحة برقم (48806) تَضَمّنت تفاصيل الواقعة.
وكان مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة تبوك الصيدلي محمد علي الطويلعي، قد ترأس اجتماعاً عاجلاً بمستشفى الملك خالد؛ للاطلاع ومتابعة وضع المستشفى بعد تسرب المياه داخل بعض أقسام المستشفى الاثنين الماضي؛ مما نتج عنه إخلاء أقسام بالمستشفى، وبررت الصحة بأن ذلك جاء نتيجة مشروع الصيانة الذي تُنَفّذه شركة ضمن مشروع إعادة تأهيل البنية التحتية.
وأكدت "صحة تبوك"، في بيانها، أنه تم تقديم كل الرعاية الطبية اللازمة للطفلة خلال فترة مكوثها، وكانت في حالة حرجة، وعليه فقد تم نقل كل الأطفال من القسم احترازياً بتاريخ 4/ 2/ 1437ه، وتحويلهم لوحدة العناية المركزة بالطوارئ؛ مؤكدة أنه خلال عملية النقل كانت جميع الأجهزة الكهربائية داخل المستشفى تعمل بشكل طبيعي، وتم نقل الأطفال على أجهزة التنفس الصناعية التي تعمل ذاتياً (مصدر طاقة)، ولم تتعرض الطفلة لأي مشاكل صحية أثناء نقلها.
وبيّنت أن حالة الوفاة كانت الساعة التاسعة ليلاً (بعد حوالى تسع ساعات من النقل)، وسبب الوفاة كان الخداج الشديد والحالة الحرجة، مع عدم اكتمال نمو الرئة، وتَعَرّض الطفلة لاختلاطات رئوية تنفسية؛ مشيرة إلى أن هطول الأمطار بدأ الساعة (الحادية عشرة صباحاً حتى الواحدة ظهراً)، ولا علاقة للنقل الطارئ وهطول الأمطار بوفاة الطفلة.