أكدت أخصائية التغذية العلاجية بمدينة الملك فهد الطبية نهلة المشوح، أن النظام الغذائي للإنسان يختلف باختلاف فصول السنة؛ مُرجعة ذلك إلى اختلاف الأغذية المتوفرة في كل فصل، وأن الله جعل لكل فصل نوعاً من الأغذية يكون هو السائد في تلك الفترة. وقالت: "يقصُر النهار ويطول الليل في فصل الشتاء؛ وهو ما يتيح فرصة جيدة للسهر والأكل مع وجود البرد الذي يجعل الكثيرين يشعرون بالجوع؛ فيلجأون تلقائياً إلى تناول الأطعمة بكمية أكبر وذات سعرات حرارية أعلى؛ مما يسبب زيادة في الوزن، كما تَقِلّ نسبة إفراز مادة "السيروتونين" التي تلعب دوراً مهماً في تنظيم مزاج الإنسان؛ فيصبح الشخص أكثر عُرضة للخمول والكسل".
ووجهت الأخصائية نهلة المشوح بعض النصائح الغذائية التي تحافظ على الصحة العامة خلال فصل الشتاء؛ أهمها: تجنب المأكولات الغنية بالدهون المشبعة، واستبدالها بالخضروات والفواكه بمعدل 3- 4 حصص على التوالي، كذلك يجب التركيز على الأطعة التي تقوّي المناعة؛ للحماية من الإصابة بنزلات البرد وترطب الحلق وتهدئ التهاب الجهاز التنفسي؛ كالزنجبيل، وشراب الليمون بالعسل، والشاي، والثوم، وحساء الدجاج، والعصائر الطبيعية الغنية بالفيتامينات؛ وخصوصاً فيتامين ج، والتشديد على شرب كمية وافية من السوائل تقريباً بمعدل 2 لتر يومياً؛ لحماية الجسم من الجفاف، إضافة لتناول المشروبات الساخنة غير المحلاة؛ كونها تعطي إحساساً بالدفء للجسم وتقلل الإحساس بالجوع؛ منوهة بأهمية ممارسة الرياضة خلال فصل الشتاء نصف ساعة يومياً على الأقل لإمداد الجسم بالنشاط وتخليصه من الطاقة الزائدة.
وحددت الأخصائية "نهلة" بعض الأطعمة التي يُنصح بتناولها خلال فصل الشتاء لاحتوائها على مواد غذائية مهمة لجسم الإنسان وإعطائها الجسم الطاقة والمواد الغذائية اللازمة خلال هذا الفصل؛ من أهمها: الشوفان لاحتوائه على كمية عالية من البروتين والألياف وتقلل الشعور بالجوع، وأثبتت الدراسات الحديثة قدرته على خفض الكولسترول السيئ بنسبة 5- 10%، كذلك العسل لاحتوائه على العديد من المعادن والأملاح والمواد الغذائية المفيدة لصحة الإنسان، وعلى مواد مضادة للأكسدة تعمل على مقاومة الجذور الحرة التي تُصيب خلايا الجسم بالسرطان، وأخيراً الثوم لفوائده الجمة؛ فهو يعمل كمضاد حيوي طبيعي، ويساعد على تحسين المناعة، وأظهرت أبحاث أجريت على الإنسان والحيوان -على حد سواء- أن الثوم له أثر كبير على إبطاء نمو الخلايا السرطانية وتشكّلها، وبالتالي فهو يقي من سرطان المريء والمعدة والقولون؛ بسبب المواد الكبريتية التي يحتويها الثوم، كما يعمل على تخفيض الكوليسترول وضغط الدم؛ فيقلل من الإصابة بأمراض القلب، إضافة لذلك؛ فإن الثوم طارد جيد للديدان المعوية ومهدئ للإسهال، ويمكن أن يعالج مشاكل التهابات القولون.