شددَ مدير عام الإشراف التربوي بوزارة التعليم، الدكتور ناصر بن عبدالله اليمني، على أهمية أن يحضر مشرف التربية البدنية لعملهِ بالزي الرياضي، باعتبار أنه هو القدوة للمعلم، والقدوة للطالب، فحضور مشرف التربية البدنية للمدرسة بزيه الرياضي يُعطي انطباعاً عن أهمية المادة، كذلك يُعطي انطباعاً لدى الطالب والمعلم بأن هذه المادة ضرورية وأنها مهمة، كما أنه يعكس حرص المشرف واهتمامه بها. جاء ذلك رداً على سؤال وجهته له "سبق"، على هامش انطلاق فعاليات مُلتقى التربية البدنية اليوم، والذي يستضيفه تعليم الطائف، بمشاركة 45 إدارة تعليمية، وقال: "لعل هذا الأمر من النقاط التي يمكن أن تُناقش في هذا الملتقى إن شاء الله .
وأضاف: "بالنسبة لمادة التربية البدنية تغير المفهوم السائد سابقاً، وأنها مجرد ممارسة للرياضة فقط إلى تطوير مادة التربية البدنية الآن، فضلاً عن أنها مادة تهتم بالجوانب الصحية للطالب والوعي الصحي، زد على ذلك أيضاً الأنشطة والممارسات الرياضية التي تعنى بجانب جسم وعقل الطالب، ولذلك وضع لها منهج جديد ومطور، وأيضاً يتم تطويره بين الفترة والأخرى".
وأردف: "هذا المنهج له أدوات تقويم خاصة به وضعت من قبل مختصين في الوزارة سواءً من الإدارة العامة للإشراف التربوي أو في الإدارة العامة للتقويم والقياس، وهذه المواد وأدوات التقويم سيتم مناقشتها في هذا الملتقى لتطويرها بعد تطبيقها خلال الفترة السابقة في الميدان".
وقال: "لا شك أننا نعول كثيراً على مشرفي المادة وقبل ذلك على معلمي المادة في إعطاء زخم من الأهمية لهذه المادة، لماذا؟ لأن ممارسات المعلمين داخل المدارس مع الطلاب هي التي ستُعطي هذه المادة أهميتها، وستغير الانطباع السائد لدى الطلاب".
وتابع: "زد على ذلك أن أدوات التقويم التي تُنفذ الآن سيكون لها أثر إيجابي في تصحيح المفاهيم حول هذه المادة من مادة ثانوية مهمشة تؤخذ فقط لسد أوقات الفراغ إلى مادة أساسية في صلب العملية التعليمية والتربوية؛ لأنه يمكن من خلال هذه المادة غرس الكثير من السلوكيات الإيجابية للطلاب، وهذه السلوكيات هي التي يمكن تقويمها بهذه الأدوات، ونأمل من زملائنا في هذا الملتقى المبارك أن يتم تطوير هذه الأدوات بحيث تراعي الكثير من السلوكيات التي يمكن أن تغرس لدى الطلاب".
وأكدَ أن "زملاءه مشرفي التربية البدنية، كذلك من هم في الميدان، هم الآن في طور تغيير مفهوم ما كان عليه في السابق بأن الإشراف على المادة نظري إلى أن يكون عملياً؛ لأن ما نريده هو الممارسة وليس الجانب النظري، وإن كان هناك جزء من المادة نظري ومنهج محدد لكان الجزء العملي والممارسة العملية هي التي نريد أن نفعلها في الواقع، وهذا أيضاً سوف يتم مناقشته خلال هذا الملتقى، وسيكون له توصية خاصة به".
وفيما يتعلق بالعجز الذي تواجهه الوزارة لمعلمي التربية البدنية، أكد أنه ناتج عن قلة الخريجين أولاً في هذا التخصص، وقال: "أعداد الخريجين باتت أقل من الاحتياج، كذلك هنالك مجالات أخرى للتوظيف غير وزارة التعليم، حيث يستقطب خريجي التربية البدنية جهات أخرى، خصوصاً بعض القطاعات العسكرية، وبالتالي لا نستطيع أن نقول: لا تذهبوا، لكن العدد الذي يأتي قليل نسبياً، ونأمل إن شاء الله تعالى مع توسع التعليم الجامعي كذلك، توسع الجامعات بأن تُفتح فروع وأقسام في هذا التخصص في كل الجامعات حتى يتم تغطية احتياج الوزارة لمعلمي التربية البدنية، وأيضاً فيما يتعلق بمعلمي التربية الفنية، فهنالك قلة في أعداد المعلمين.
وأكد أن "دور الإشراف التربوي في تغطية العجز إعادة تدوير جداول المدارس، بحيث يمكن تغطيتها بأكثر من زميل من المعلمين، خصوصاً إذا كانت المدارس متقاربة، كذلك إذا علمنا أن نصاب معلم التربية البدنية نصاب محدود، وبالتالي يمكن أن يُستفاد من المعلم في أكثر من مدرسة في حمل الجدول، وخصوصاً أنه في الغالب لا يتعدى المدرستين".