ثمّن عدد من رجالات المجتمع وكبار أعيان محافظة جدة، بادرة إطلاق معرض وفعاليات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- "الفهد.. روح القيادة" الذي تحتضنه منطقة مكةالمكرمة عبر محطته الثانية بمدينة جدة حالياً؛ راوين نفحات من سيرة الملك الراحل، رحمه الله؛ منوهين بأن هذه التظاهرة مسلك في غاية الأهمية؛ لما تحمله بين جنباتها من قراءة مستفيضة لهامة قيادية تبقى الأمة في أمسّ الحاجة لمثلها برؤيتها وتفوقها في صناعة القرار المنطلق من الحكمة والدراية. وشددوا على أن شخصية الملك فهد -رحمه الله- مفعمة بالثقافة والأدب والسياسة والاقتصاد والتنمية، التي تتجسد في مسيرته القيادية للمملكة العربية السعودية والتي تجاوزت ال24 عاماً مليئة بالإنجازات الكفيلة بصناعة الدولة الحديثة التي وصل صيتها لجميع أنحاء العالم وتربعت على مكانة مميزة يشهد بها الجميع.
وعبّر رئيس مجلس إدارة "غرفة جدة" صالح بن عبدالله كامل عن فخره واعتزازه باحتضان محافظة جدة لهذا الحدث؛ معرباً عن شكره لرئيس اللجنة العليا لمعرض وفعاليات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- "الفهد.. روح القيادة" الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، ورئيس اللجنة التنفيذية للمعرض الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز، على حرصهم المتواصل على ترسيخ مفهوم القيادة التي سطرها الملك الراحل -رحمه الله- وتجسيد الاهتمام بتوثيق الإنجاز وحفظ التاريخ والاستفادة منه، والوفاء للتاريخ الوطني للمملكة.
وقال "كامل": "لقد تأثرت بشخصية "الفهد"؛ وذلك من خلال مقابلته في مختلف الفعاليات الوطنية والخارجية؛ حيث كان يمتاز بالخلق الرفيع في التعامل مع من حوله.. وتبقى سيرته العطرة تاجاً على رؤوسنا جميعاً أبناء هذا الوطن، وليس بمستغرب على هذا القائد أن يملك القلوب ويستحوذ على معزة الجميع وذكرهم له بالخير بعد رحيله؛ فهو ما زال بينهم بإخلاصه ووفائه لدينه ووطنه وأمته".
واستطرد يقول: "يبقى التاريخ يذكر الملك فهد -رحمه الله- صاحب القول السديد والحكمة النافذة والحزم والتفاني لتحقيق الأهداف، ومن الصعب الحديث عن قائد وحاكم بمثل هامة وشموخ الملك فهد -رحمه الله- الذي جمع بين الصرامة واللين؛ فهو شخص جمع كل معاني الإنسانية الجميلة، وبرغم ذلك كان لا يتساهل أبداً في التسوية بين أفراد الشعب كافة دون تمييز بين أحد، ويكفينا فخراً أنه وضع لنا مكانة كسعوديين بين العالم أجمع والكل يشهد له بذلك".
وتَحَدّث رجل الأعمال صالح بن علي التركي عن الملك فهد -رحمه الله- قائلاً: "لقد تأثرنا كثيراً بشخصية هذا الرجل القائد، وانهلّت دموعنا على فراقه وشاركتنا المشاعر الأمتان العربية والإسلامية والعالم أجمع؛ لما له من شهرة واسعة ومحبة عريضة بين مواطنيه لسجله الطويل الناصع في التعامل مع شؤون الحكم منذ سنين طويلة، قبل أن يتقلد الحكم في المملكة العربية السعودية؛ لتتم المبايعة له كملك على البلاد في 21 شعبان 1402ه بعد وفاة أخيه الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، تغمده الله بواسع رحمته".
وتابع: "يأتي اليوم معرض "الفهد.. روح القيادة"؛ ليذكّرنا بمدى الحب الذي زرع في نفوس أبناء الوطن بكل شرائحه، وخاصة ممن عايشوا عهده الذي تحققت خلاله المنجزات المتميزة في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتي تُوّجت بتطور كبير في المجتمع انعكس على الارتقاء بمستوى المعيشة ونوعية الحياة؛ في ظل استتباب الأمن وتكريس الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي".
وأشار إلى أنه إلى جانب رعاية الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- لخطط التنمية الشاملة وإنشاء البنية الصناعية في المملكة والإنجازات الحضارية؛ فقد حدثت في عهده أضخم توسعة تاريخية للحرمين الشريفين؛ حيث كان يحمل -رحمه الله- مسؤولية رعاية شؤون المسلمين في قلبه ووجدانه، وهو النهج الذي تسير عليه قيادة هذه البلاد منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، كما وصلت المملكة نتيجة لسياسة "الفهد" لمركز مرموق في الساحة العربية والإسلامية والدولية، واتسمت السياسة الخارجية السعودية في عهده بالفاعلية والواقعية وإيجاد الحلول المناسبة لأهم القضايا العربية والإسلامية.
وأوضح عضو مجلس إدارة "غرفة جدة" فهد بن سيبان السلمي أن الملك فهد -رحمه الله- اعتمد على الأساس الإسلامي في منهجه في الحكم وتوضيح أواصر العلاقة بين الحاكم والمحكوم التي تقوم على الأخوة والتناصح والتعاون، وتجلى اهتمامه بالإنسان، وآراؤه السياسية ومواقفه تجاه القضايا العربية والإسلامية والعالمية، وقد عاش العالم في عهده أحداثاً سياسية واقتصادية واجتماعية؛ حيث كان له فيها دوره الرائد والبارز بالحكمة والدبلوماسية والمشاركات السياسية لما اكتسبه من خبرة وتوفيق في اتخاذ القرار السديد والحكيم في الشؤون الداخلية والخارجية.
وبيّن "السلمي" أن الملك فهد -رحمه الله- لم يُغفل جانب استقبال المواطنين حيث يخصص لهم جزءاً من وقته ليستمع إلى مطالبهم واحتياجاتهم، كما كان يحرص على مشاركة شعبه في المناسبات والاحتفالات العامة ورعاية وافتتاح المشاريع التنموية التي تعود على الوطن والمواطن بالنفع والفائدة، والمحافظة على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وتنمية الموارد البشرية وتعزيز دور القطاع الخاص، وتحقيق التنمية المتوازنة واستكمال تنمية التجهيزات الأساسية.
ونوّه بأن عهد خادم الحرمين الشريفين شهِد تنفيذ الخطط التنموية والتركيز على المحافظة على القيم الإسلامية، وتطبيق شريعة الله، وترسيخها، ونشرها، والدفاع عن الدين والوطن، والمحافظة على الأمن والاستقرار الاجتماعي للبلاد وتكوين المواطن العامل المنتج بتوفير الروافد ودفع الحركة الاقتصادية إلى المستوى الذي يجعلها تساير التطور الذي تعيشه المملكة وتحقق التنمية الشاملة للبلاد.
وقال عضو مجلس إدارة "غرفة جدة" عبدالعزيز بن ناصر السريع: إن الملك فهد -رحمه الله- حقق منجزات فاقت الوصف للمملكة والتي شملت أبعاد التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية كافة، تُوِّجت بتطور كبير في المجتمع انعكس على الارتقاء بمستوى المعيشة ونوعية الحياة في ظل استتاب الأمن وتكريس الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
واختتم مشيراً إلى أن المملكة عاشت في عهد "الفهد" تطوراً كبيراً في مستوى معيشة المواطنين فضلاً عن إحراز تقدم ملموس في تنويع القاعدة الاقتصادية، ومصادر الدخل، وبناء منظومة ضخمة من التجهيزات الأساسية، وتعزيز التوجه نحو تهيئة الاقتصاد الوطني للتعامل بمرونة وكفاءة مع المتغيرات والمستجدات المحلية والإقليمية والدولية إلى جانب ارتفاع مستوى الرفاهية الاجتماعية للمواطنين من خلال الارتقاء بالجوانب التعليمية والصحية.