كشف محلل الطقس والباحث في الظواهر المناخية زياد الجهني نشاط حالة عدم استقرار خلال هذا الأسبوع بشكل متوسط، وتعاود من جديد منتصف الأسبوع المقبل، تتركز على شرق منطقة المدينة، كذلك منطقة حائل ومنطقة القصيم والمنطقة الشمالية والشمالية الشرقية والمرتفعات الغربية والجنوبية الغربية و"خصوصًا شرق المرتفعات". ولفت "الجهني" إلى أنَّ سببها اندفاع رطوبة مدارية كثيفة من الإعصار "شابالا" الذي أثر على اليمن السعيد، الإعصار كان يمتلك كميات كبيرة من الرطوبة بجميع الطبقات وكان يحجز الرطوبة، ولا تستطيع أن تتحرر من رياحه العاتية "نتيجة انخفاض الضغط الشديد"، ولكن بمجرد ضعفه عند ملامسته ليابسة اليمن بدأت الرطوبة تتحرر منه والتقطتها تيارات الرياح ودفعتها داخل السعودية.
وأضاف: "تزامن اندفاع الرطوبة مع وجود محفز علوي بارد، صحيح أنَّ المنخفض لم يكن بالمثالية المطلوبة، ولكن كان جيدًا لإحداث حالة متوسطة القوة. يُذكر أنَّ "سبق" كعادتها انفردت في تقريرها السابق بعنوان "إعصار يهدد جنوب الجزيرة"، وتم تحذير اليمن من فيضانات محتملة، وأتمنى أنَّ الموضوع أُخذ على محمل الجد، لأن الصور التي وصلتنا تعطي دلالة على قوة الإعصار "شابالا" وما خلفه من كوارث . وأشار الجهني إلى أنَّه ولا يزال عامنا الحالي يتأثر بظاهرة النينيو، ويسجل أحداثًا نادرة، كارتفاع درجات الحرارة فوق معدلاتها الطبيعية، مما نتج منه أقوى إعصار في التاريخ "باتريسيا"، الذي اجتاح المكسيك قبل أسبوعين والآن أقوى إعصار في غرب بحر العرب "شابالا"، وهو أول إعصار يجتاح اليمن تاريخيًا، ونتيجة لاستمرار نشاط النينيو، فمن المتوقع استمرار اضطرابات بحر العرب خلال الشهر المقبل، والبيئة مناسبة لتطورها إلى إعصار مداري آخر. وتابع الجهني: "كلما تعمقنا أكثر بموسم أمطار الجزيرة، تتضح مزيدًا من تأثيرات النينيو شيئًا فشيئًا، فقد شهدت عدة مدن في السعودية أعاصير قمعية نتيجة السحب العنيفة وبرديات كثيفة وصواعق قوية وأمطار غزيرة في فترات وجيزة كالقريات وطريف وعرعر وحفر الباطن وحائل والكويت وقطر والعراق وغيرها، ونحن الآن لا نزال في بداية الموسم، وبإذن الله سنشهد موسمًا مميزًا في نهاية 2015.