كشف محلل الطقس والباحث في الظواهر المناخية زياد الجهني أن ظاهرة النينو سجَّلت صعوداً قياسياً، وتُعتبر الأعلى بعد عام الخير 1997-1418، أي بعد ما يقارب 17 عاماً. وقال: من الصيف الماضي كانت الأمطار بشكل يومي، ولم تنقطع عن منطقة مكة والمدينة والمرتفعات الجنوبية الغربية، بل ازدادت نشاطاً مع بداية الخريف، ولم تتخلف بواكير الوسم في شمال السعودية باتجاه القرياتوالجوف. والآن بعد دخول الوسم تعيش المنطقة حالة وسمية ممطرة بفضل الله، ثم التمركز القريب ل (منخفض الخير)، الذي بدأ تأثيره على ليبيا ومصر بأمطار غزيرة جداً، ثم انتقل التأثير لبلاد الشام (الأردن - فلسطين - لبنان - سوريا)، وبعدها وصل تأثيره إلى شمال السعودية وشمال غربها في يومه الأول على هيئة أمطار غزيرة، تصحبها رياح هابطة قوية على (الجوف - القريات - طريف - عرعر – تبوك).
وتابع: في اليوم الثاني سجلت المنطقة من جنوبتبوك إلى ينبع أمطاراً غزيرة من سحابة تسير اتجاهها نحو الجنوب، ثم بدأ التأثير الفعلي بفضل الله على تيماء وحائل والقصيم والكويت والعراق بأمطار غزيرة مصحوبة بالبَرَد، ولا تزال التحديثات - بعد مشيئة الله - تتوقع استمرار التأثير على منطقة مكة والمدينة وحائل وشمال الوسطى وشمال شرق السعودية لليومين القادمين. وأردف: بعد دراسة الأرشيف المناخي للجزيرة بشكل عام، والسعودية بشكل خاص، لم نجد تأثيراً مشابهاً لمنخفض الخير الحالي إلا في أكتوبر عام 1997-1418. ومن خلال متابعة البحار حول الجزيرة وما يطرأ عليها من احترار قياسي (الذي تولد نتيجة ظاهرة النينو القياسية) لبحر العرب بشكل خاص، والمحيط الهندي بشكل عام، من المتوقع أن تتكون عاصفة مدارية، قد تتطور إلى إعصار خلال ال48 ساعة القادمة بإذن الله. وقال: حالياً الاضطراب لم يصنَّف بعد كعاصفة مدارية؛ لأنه لا يزال بسرعة 30 عقدة، ويتوقع أن تتطور خلال الساعات القادمة إلى عاصفة مدارية شديدة، وربما تصل إلى درجة إعصار. وسبب التطور السريع بقدرة الله هو ابتعادها عن خط الاستواء (الذي تكون فيه قوة كورليوس سلباً لتطورها)، وتتحرك للشمال لمناطق ذات رياح قص ممتازة ما بين 10 - 5 عقد؛ وهذا يعطي إيجابية عالية لتطور الحالة بشكل سريع. وأشار الجهني إلى أنه حتى الآن، وحسب آخر التحديثات، يُتوقَّع أن تسلك الحالة المدارية المسار الغربي والشمال الغربي؛ لتؤثر في جزيرة سومطرة بقوتها، ثم تندفع إلى الحدود بين عمان واليمن بعد اقترابها من خليج عدن. وتابع: يفضل متابعة إحداثيات الحالة أولاً بأول؛ لأن التغيرات تكون متسارعة، والعناصر تتغير بشكل سريع داخل وخارج الحالة. وإذا اجتاحت الحالة المدارية اليمن كإعصار بدرجة عالية فستكون هذه سابقة لم يحدث لها مثيل في سجل الأرشيف المناخي؛ لأن كل الحالات المدارية التي أثرت في اليمن وسُجلت بالأرشيف هي عبارة عن حالات مدارية لم ترقَ إلى هذه القوة. وأضاف الجهني: بإذن الله سيكون أحد السواحل الجنوبية للجزيرة العربية (سواحل عمان واليمن) على موعد مع أمطار غزيرة، ستخلف فيضانات وسيولاً جارفة، وقد تندفع الرطوبة المدارية الكثيفة المصاحبة للحالة المدارية لداخل الجزيرة العربية، وهذا يؤدي إلى حالة عدم استقرار واسعة النطاق على جنوب غرب السعودية وجنوبها، وأجزاء من الوسطى والشرقية - بعد مشيئة الله - خاصة إذا توافق ذلك مع نزول علوي بارد بزاوية مثالية.