نجحت الجهات المختصّة في تحديد طريقة هروب "مستثمر السيارات بمكة" الذي احتال على أكثر من 60 مواطناً وجمع منهم أكثر من 30 مليوناً في عمليات نصب واحتيال واستثمار وهمي. وكشفت مصادر ل "سبق"، عن أن جواز سفر المحتال انتهى قبل شهرين تقريباً، وسيتم إلقاء القبض عليه قريباً لتنفيذ الأحكام الحقوقية الصادرة ضدّه، والتحقيق معه في القضايا المرفوعة من ضحايا آخرين، مبينة أنه اتضح أن المحتال غادر المملكة في 10 شعبان 1435ه إلى دولة الإمارات، واتجه تحديداً لمدينة دبي، ومكث هناك قرابة ستة أشهر، وعندما علم أن عدداً من الضحايا لحقوا به للبحث عنه بالتعاون مع الجهات الأمنية بالإمارات، خطّط للهرب للمغرب، وصدرت بحقه توجيهات من الجهات المختصّة بإلقاء القبض عليه عبر "الإنتربول" الدولي.
وكانت "سبق"، قد انفردت بنشر القضية، أمس، تحت عنوان ("محتال سيارات سعودي" يسلب 60 مواطناً 30 مليوناً.. ويَفِرّ للمغرب!").
وتلقت "سبق" بعد نشر الخبر السابق سيلاً من الاتصالات والاستفسارات، من ضحايا عدة لديهم صكوكٌ شرعية ضدّ المحتال تستوجب التنفيذ، وأغلبهم من المعلمين والمعلمات من المنطقتين الغربية والجنوبية، وكذلك موظفو البنوك، وعدد كبير من المتقاعدين.
وتشير التفاصيل، التي حصلت عليها "سبق"، ويرويها المتضررون بقولهم: "نحن مجموعة من المواطنين المتضررين من أحد المستثمرين الوهميين في قضية الاحتيال المالي الذي تَعَرّضنا له، قبل ما يزيد على سنة ونصف، وقد تعرّفنا على المستثمر وهو من سكان مكة المكرّمة (سعودي الجنسية)؛ حيث يقوم بشراء السيارات من دول الخليج بأقل من سعر الوكالة - حسب ما ذكره لهم - وقام بإقناعنا وإيهامنا بأنه يشتري كميات كبيرة من هذه السيارات، بهامش ربح يصل إلى 30 % من قيمة السيارة".
وأكّد المتضررون، أنه قام بتسليم بعض السيارات عن طريقه وعن طريق أخيه - الذي يمارس طريقته نفسها في التسويق والإقناع - لبعض المشتركين معه، أو بيعها بسعر السوق وتوزيع رأس المال والأرباح في بداية الموضوع، أو إعادة استثمار أرباح المساهم لمَن يرغب في زيادة حصته، وعند حضوره لنا يأتي بسيارات فارهة جداً للتمثيل والإيقاع بضحاياه"؛ مشيرين إلى أن هذا المستثمر الوهمي حصل على مبلغ يفوق 30 مليون ريال من 60 مساهماً.
وأشاروا إلى أن المحتال قام - بعد فترة - بالمماطلة والتعذر بأعذار واهية؛ لعدم رغبته في توزيع الأرباح أو إرجاع المبالغ المستثمرة، إلى أن استطاع الهرب إلى خارج المملكة قبل انكشاف أمره، وعند الاتصال بأهله، ذكروا لنا أنه مسافر للعلاج، وسيعود بعد فترة بسيطة، وكانوا يُطَمْئِنوننا أن المبالغ موجودة ولا يوجد ما يريب؛ للتستر على ابنهم الهارب والصادر بحقه أمر قبض وإحضار بالقوة الجبرية عن طريق قاضي التنفيذ بمكة المكرّمة، وشرطة التنعيم، وهيئة التحقيق والادعاء العام دائرة "المال".