أوضح الدكتور محمد الزيتوني استشاري الأمراض الصدرية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض أن التغييرات المناخية والبيئية، تعد من الأسباب الرئيسة المؤدية إلى زيادة معدل انتشار الانسداد الرئوي المزمن في منطقة الشرق الأوسط والخليج، معتبرًا المرض رابع الأسباب الرئيسة للوفاة على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يصبح ثالث تلك الأسباب بحلول عام 2030م. وأكد الزيتوني أن متوسط معدل انتشاره بنسبة 3.6 % في منطقة الشرق الأوسط، وتزداد نسبة الانتشار على مستوى دول الخليج، ففي الإمارات العربية المتحدة 1.9 %، وفى المملكة العربية السعودية تصل إلى 2.4 % ، مؤكدًا أنه تم تحديد عوامل الخطر الأساسية لمرض الانسداد الرئوي المزمن على أنها تلوث الهواء، والغازات السامة، والمواد الكيمياوية، والتدخين والعواصف الرملية.
وأوضح الاستشاري أن التدخين يأتي في مقدمة تلك الأسباب حيث يقع نحو 25 % من المدخنين صرعى لهذا المرض، الذي يؤدي إلى تمدد وتكسر في الشعب الهوائية وانتفاخ في الرئة .
جاء ذلك خلال مؤتمر الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر الذي أُقيم في الرياض بحضور جمع من المهتمين والمتخصصين في الأمراض الصدرية، وشهدت الندوة توصيات من الأعضاء، واستعراض دراسات عالمية بهذا الشأن .
وقال رئيس الجمعية الدكتور محمد الحجاج إن ملايين البشر يعانون الربو والانسداد الرئوي المزمن ، والتليف الرئوي مجهول السبب في الوطن العربي وخصوصًا في المملكة، والتي زادت أعداد المصابين بسببه في السنوات الأخيرة نتيجة وبالدرجة الأولى إلى مشاكل التشخيص غير الصحيحة، والعلاج الخاطئ التي قد تؤدي إلى الوفاة لا سمح الله في مراحل المرض المتقدمة.
وتحدث الدكتور محمد الغبين استشاري الأمراض الصدرية في مستشفى الحرس الوطني في الرياض قائلاً :"عادة ما نصادف حالات للانسداد الرئوي المزمن التي تم تشخيصها سابقًا بطريق الخطأ على أنها ربو، ما يؤدى إلى وصف علاج غير مناسب ونتائج دون المستوى للمريض، وغالبًا ما يرجع سبب الخطأ في التشخيص إلى الخلط التشخيصي بين الانسداد الرئوي المزمن والربو، مؤكدًا الحاجة إلى زيادة الوعي بالفروق بين الحالتين من أجل تعزيز التعامل والمعالجة المثالية للمرضى."
وأضاف "الغبين" أن الهدف من هذا المؤتمر هو تسليط الضوء على الاحتياجات التي لم يتم تلبيتها حتى الآن فيما يتعلق بالتعامل مع الأمراض التنفسية المزمنة مثل الانسداد الرئوي المزمن والتي من الممكن السيطرة على مضاعفاته ومعاناة المرضى من خلال المعالجة الفعالة لها، ولا تزال هناك العديد من الحاجات الملحة التي لم يتم تلبيتها في التعامل مع مرض الانسداد الرئوي مما يؤدي إلى استمرار الأعراض، وتفاقم المرض لدى المصاب ، ودخول المستشفيات، والانقطاع عن العمل وأخيرًا الوفاة في الحالات الحرجة، كما أنه يؤدي إلى زيادة العبء الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع ومن هنا تأتي أهمية التشخيص المبكر والدقيق من أجل التعامل مع الحالة وتحسين نوعية الحياة".
واختتم الندوة الدكتور محمد المعمري استشاري الأمراض الصدرية في مستشفى الحرس الوطني في الرياض بشرح وافٍ لدور الجمعية في توعية المجتمع عن مرض الانسداد الرئوي المزمن وكيفية التعايش معه.
يُذكر أن الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر تحرص منذ تأسيسها على نشر التوعية وزيادة المعرفة بمرض الانسداد الرئوي المزمن وغيره من مختلف الأمراض الصدرية لمختلف شرائح المجتمع ، ومساعدة الهيئات الطبية في سرعة تشخيصه وعلاجه عن طريق العديد من البرامج والفعاليات والمؤتمرات العلمية الهادفة.