عقدت مؤخرا في جدة ندوة طبية هامة بعنوان "وسائل علاج مرض الربو" حضرها عدد كبير من الأطباء المتخصصين، قدم البروفيسور ستانلي فيل أحد كبار الاستشاريين العالميين في الأمراض الصدرية ، محاضرة هامة حول مرض الربو ومضاعفاته وأفضل طرق العلاج وأكثرها فعالية وفي بداية المحاضرة عرف الدكتور ستانلي أستاذ الطب في ايكان والرئيس الإقليمي للطب في مركز موريستاون الطبي بنيوجيرسي الربو قائلا : هو اضطراب التهابي مزمن في الشعب الهوائية يصيب العديد من الخلايا ويؤدي إلى حدوث نوبات متكررة تراوح بين عسر التنفس والصفير، فأثناء نوبة الربو تتورّم البطانة الداخلية للشعب الهوائية، مما يؤدي إلى تضييق المسالك التنفسية ويحدّ من تدفق الهواء إلى داخل الرئتين وخارجها. وهي تختلف في شدتها وتواترها من شخص إلى آخر، ويصيب الربو كلا الجنسين من جميع الأعمار، لكنه أكثر شيوعًا بين الأطفال، ويرتبط بالتهاب مزمن في مجرى الهواء الذي يؤدي إلى نوبات متكررة من الصفير وضيق التنفس، وضيق الصدر، والسعال، خاصة في الليل أو في الصباح الباكر. وتطرق البروفيسور ستانلي إلى علاقة مرض الربو بمرض الانسداد الرئوي المزمن مؤكدا أن الربو هو أحد عوامل الخطر لمرض الانسداد الرئوي المزمن وقال إن ظواهر مرض الانسداد الرئوي المزمن تتمثل في إعاقة تدفق الهواء التي لا يمكن عكسها تماما، يرافقه أعراض أو علامات زيادة الانعكاسية، المرضى الذين يعانون من ضيق التنفس والتعصب لممارسة والأعراض غلبة، والتي كثيرا ما يرافقه علامات التضخم. المرضى الذين يعانون من انتفاخ الرئة النمط الظاهري يقدم اتجاها نحو انخفاض مؤشر كتلة الجسم، وحول معدل انتشار الربو في العالم: قال الدكتور ستانلي يعاني أكثر من 300 مليون شخص على مستوى العالم من الربو، ويبلغ عدد الوفيات الناتجة عن هذا المرض المزمن 250.000 في السنة، ويتراوح معدل الانتشار العالمي من 1٪ إلى 18٪ من السكان. ومن جانبه أكد الدكتور لؤي عبد الصمد استشاري طب الأطفال ومدير وحدة العناية المركز بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة أن بعض الدراسات الطبية الحديثة تشير إلى صعوبة التحكم في مرض الربو بالمملكة العربية السعودية، حيث تظهر الإحصائيات أن 5% فقط من حالات الربو مسيطر عليها و 31% من الحالات تحت السيطرة الجزئية، في حين أن 64% من حالات الربو غير مسيطر عليها، ويرجع الدكتور لؤي ذلك للأسباب التالية: قلة المعرفة بالمرض بين عامة الناس ، الخوف من التشخيص، قلة الوعي بالمرض بين أطباء الرعاية الصحية الأولية. وحذر الدكتور لؤي عبد الصمد من انتشار مرض الربو في المملكة العربية السعودية: حيث تشير الإحصاءات الطبية الصادرة حديثا إلى أن هناك تزايد ملحوظ في أعداد المصابين بالربو في السعودية حيث توضح الدراسات ارتفاع نسبة الإصابة بشكل ملحوظ فبعد أن كانت نسبة المصابين 8% في عام 1986 ارتفعت إلى 23% في عام 1995م، وأرجع ذلك إلى التغييرات في نمط الحياة الحضرية الحديثة ، والعوامل البيئية كما ربط بين الوفيات الناتجة عن الربو وعدم وجود العلاج المناسب وعدم توفر العلاج لجميع الذين يعانون من الربو، وشدد على خطورة تلوث الهواء كعوامل رئيسية في ارتفاع معدلات الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وأمراض القلب والشرايين بصفة عامة، وكذلك تفاقم حالات المرضى الذين يعانون من الربو، في حين يبقى تدخين التبغ من أكبر عوامل الخطر التي تؤدي إلى تفاقم حالات المصابين بالربو وتطرق البروفيسور ستانلي إلى وسائل العلاج الفعالة وأكد أن أدوية الكورتيزون الإسترويدية تمثل حجر الزاوية في علاج الربو، مشيراً إلى أن بروتوكول علاجي يتضمن استخدام الكورتيزون الإسترويدي سواء عن طريق الحقن الوريدي أو عن طريق الفم لمدد محددة قصيرة من شأنه أن يساعد في استعادة السيطرة على الربو لدى المرضى، حيث أوصت للعديد من المدونات العالمية المتخصصة في أمراض الصدر باستخدام methylprednisolone أحد الكورتيزونات الإسترويدية لعلاج أزمات الربو الحادة. 1