كشفت مصادر مطلعة ل "سبق" عن تحول سوق الشعير في جدة، إلى سوق سوداء في ظل عدم وجوده بكثرة كما كان عليه في السابق حيث تعمد معظم الأشخاص إلى رفع سعر الكيس إلى 49 و50 ريالا بدلاً من السعر المحدد ب 40 ريالاً، في حين يضطر بعضهم إلى إيقاف الشاحنة المحمّلة بالشعير وإنزال ما يحتاجون إليه منها بالقوة في ظل غياب الرقابة من رجال البحث الجنائي. وكان المواطن سعد المطيري قد تعرّض لمشكلة من هذا النوع قبل نحو ثلاثة أيام حيث أوضح ل "سبق" أنه تقدّم لمؤسسة الراجحي في الرياض لطلب شعير وقدّم شيكاً بمبلغ 60 ألف ريال ضمان، إضافة إلى سعر الحمولة حيث اشترى الكيس بمبلغ 36 ريالاً وهو السعر المحدد للشراء من قبل الدولة، علما بأن السعر المحدد للبيع هو 40 ريالاً؟
وأشار المطيري إلى أنه لا يرغب في بيعه، بل أراده لإبله بمنطقة القصيم حيث تسلّم الشحنة من محافظة جدة، وعند تحرُّك سيارته أوقفته مجموعة من أصحاب سيارات الوانيتات حيث أنزلوا أكثر من 60 كيساً ب "القوة" وعرضوا على سائق الشاحنة مبلغ 40 ريالاً للكيس، لكنه رفض واضطر للاتصال بكفيله.
ونوّه المطيري بأنه حضر بعد أن أخبره السائق بتعرُّضه للسرقة بالقوة حيث حاول مع الأشخاص إعادة ما تم أخذه رغم أنهم عرضوا عليه مبلغ 40 ريالاً، لكنه أقنعهم أنه جلبها لإبله. ويشير المطيري إلى أنه هددهم بالاتصال بالشرطة في حال استمروا على عدم إعادة أكياس الشعير، لكنهم رضخوا وأعادوا أكياس الشعير.
وأضاف المطيري أن "مشكلة الشعير أصبحت تهدّد ملاك الحيوانات، بل أصبحت تؤرقهم". وطالب المطيري رجال الأمن بالوجود في سوق الشعير بجدة الواقع بحي الخُمرة جنوبي المحافظة، وكذلك بشمال جدة في منطقة بريمان؛ للوقوف على المخالفات الكبيرة التي يمارسها تجار السوق السوداء، مؤكدا أن رجال البحث الجنائي المتقمصين دور المواطن سيكشفون مخالفات بالجملة في حال اهتمت الجهات المعنية بذلك.