كشفت جولة «عكاظ» على مراكز توزيع الشعير المخصصة من قبل وزارة المالية بمنطقة الخمرة، حيث شهدت سوق بيع الأعلاف المركزي في مدينة جدة خلو السوق من شاحنات بيع الشعير. وبحسب مواطنين ومتعاملين في سوق الشعير فإنه لم تصل أي شحنة منذ يوم الأربعاء الماضي. وقال حميد حامد البلادي: نتردد على السوق منذ فترة نبحث عن أي أعلاف نطعمها لمواشينا، فعندما شح الشعير فضلنا أن نلجأ للنخالة ولكنها هي الأخرى لحقت بأسعار الشعير المرتفعة، لأن الحصول عليها من مؤسسة الصوامع التي تبيع الكيس ب12 ريالا يتطلب انتظارا قد يمتد إلى أكثر من 7 أشهر للحصول على الكمية المرجوة، وقد تحصل على كمية تتجاوز الخمسين كيسا بعد أن تقدم إثباتات «دفع الزكاة». ويلتقط الحديث عبدالله ميزان البلادي قائلا: لا توجد أي أعلاف سوى البرسيم وسعره مرتفع أيضا؛ فالحزمة التي كان يتراوح سعرها بين 13 15 ريالا أصبح سعرها اليوم 21 ريالا ويتطلب إطعام المواشي كميات كبيرة منها. ويضيف البلادي: عندما تأتي شاحنة لتبيع الشعير تكون محاطة بموكب من السيارات وتنفذ في أقل من نصف ساعة، لذا نظل ننتظر عدة أيام حتى تأتي شاحنة أخرى. ويشير عبدالرحمن المولد إلى أن شح الشعير أدى إلى ارتفاع سعر الذرة التي أصبحت تباع ب60 ريالا لوزن الكيس 40 كجم، الأمر الذي يدفع باقتصاد كميات العلف لتكون فقط لبقاء المواشي على قيد الحياة أو بتنويع العلف من خلال إطعامها بقايا الخبز. ويبدي المولد تخوفا من لجوء بعض أصحاب المواشي لإطعام مواشيهم للدقيق، الأمر الذي ينذر بكارثة تؤدي لارتفاع سعر الخبز. ورصدت «عكاظ» مواقع التعبئة الخالية من الشعير تماما إلا من كميات بسيطة من الشعير المجروش الذي لا يفضله أصحاب المواشي؛ بسبب قلة وزنة وارتفاع ثمنه. وعند سؤالنا عن المواقع الأخرى لتعبئة الشعير، أخبرنا البعض أنه يتوجب علينا التوجه إلى مقر التعبئة الوحيد لشركة الراجحي، حيث الازدحام الكبير للشاحنات والتدافع من قبل المواطنين لتسجيل سياراتهم في الدور. حيث كان فهد خليل القرشي القادم من محافظة الطائف، والذي قال: علي أن أنتظر 12 يوما حتى يصلني الدور لأحصل على 500 كيس، لكن خلال هذه الفترة سأضطر لشراء الشعير ولو بأسعار مرتفعة لإطعام المواشي. وأضاف حسين العتيبي بالقول: أنا متعهد لمنطقة الطائف ولدي 11 سيارة تنقل الشعير من جدة إلى المنطقة، وها أنا أنتظر منذ 13 يوما ولا تزال هناك 3414 سيارة قبلي في الانتظار. ويضيف العتيبي «أن حصر توزيع الشعير لدى مورد واحد سبب مشكلة كبيرة؛ فهم لا يحملون في اليوم أكثر من 150 شاحنة، كما أن بقية الموردين يرفضون البيع بحجة أنه لا يوجد لديهم شعير وهم في هذا غير صادقين، فالشعير موجود في مخازنهم بأماكن مختلفة ويبيعونه في السوق السوداء بأسعار مرتفعة، وهو ما تأكدت منه، حيث أشتريت من مكتب وسيط قال لي: سنسجل الفاتورة ب36 ريالا للكيس ولكنك ستدفع 40 ريالا للكيس، فلم أجد إلا الموافقة». يذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، اعتمد قرارات العقوبة بحق عدد من مستوردي الشعير؛ بناء على ما تم ضبطه من مخالفات لأحكام قرار وزير التجارة والصناعة، القاضي بإخضاع سلعة الشعير لأحكام التنظيم التمويني في الأحوال غير العادية، وقيام عدد من مستوردي الشعير بالبيع بأسعار تجاوزت نسبة هامش الربح المحددة في القرار بمقدار 5 %.