لعبت التقنية الحديثة ووسائل الاتصال دورها في متابعة ومراقبة حركة سير شاحنات الشعير، حتى يتمكن بعض المواطنين ومربي الماشية من الحصول على الحصة التي يحتاجونها، حيث يلجأ البعض من المستهلكين إلى متابعة سائقي الشاحنات القادمة من جدة إلى القنفذة والذين حصلوا على أرقام هواتفهم مسبقا، لمعرفة وقت وصول الشاحنات محملة بالشعير، حتى يتمكنوا من الوجود في اماكن البيع للظفر بالكمية التي تؤمن الغذاء لمواشيهم. وأصبحت رحلة سير شاحنات الشعير المتجهة من جدة الى ساحة «الحبيل» نحو 350 كليو مترا، والمخصصة لبيع الشعير بالقنفذة اشبه بمغامرة يقتفي اثرها المواطنون بالقنفذة ويترقبون وصولها باجراء المكالمات الهاتفية مع سائق الشاحنة وتتبع رحلته حتى وصوله الى ساحة البيع. حتى يفاجأ السائق بحشود المواطنين الذين تواجدوا منذ ساعات الفجر الأولى فى انتظاره على أمل الحصول على بعض من الأكياس من الشاحنة. ويؤكد رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية بالحبيل، أن هناك 7 شاحنات تصل إلى الحبيل، وهناك وفرة في الشعير. ويبدو أن الزحام والتدافع على الشاحنات المحملة، وتمكن البعض من اخذ كميات، فتح الباب لظهور سوق سوداء تمكنت من بيع الكيس الواحد ب 60 ريالًا، و يضطر بعض المستهلكين إلى شرائها بهذا السعر حتى يتمكنوا من تغطية احتياجاتهم اليومية لتغذية المواشي. ويؤكد المواطن ابراهيم حسن أنه يتواجد منذ ساعات الفجر الأولى في الجمعية التعاونية لتوزيع الشعير على أمل وصول شاحنة الشعير، مضيفا أنه ينتظر حتى الساعة الواحدة ظهرًا وسط لهيب شمس الصيف الحارقة ولم يحصل على الشعير والسبب في ذلك مخالفة الكثيرين لانظمة الجمعية التعاونية. وقال: هناك شباب يقومون بمزاحمة كبار السن للحصول على الشعير بغرض بيعه خارج نطاق السوق بأسعار تتراوح بين 60 و65 ريالا، مطالبًا الجهات المختصة بوضع لجان من الإمارة والبلدية لمساعدة رجال الأمن المتواجدين في الموقع المخصص للبيع. وذكر المواطن علي العمري أن لديه أغناما كثيرة تحتاج لكميات من الشعير وتستهلك في اليوم الواحد خمسة أكياس ولكنه مع تراجع الكميات خفض العدد الى كيسين في اليوم وهذا الأمر عرض الاغنام الى الضعف. مشيرا إلى ان مشتري الاغنام يتراجعون عن الشراء كلما قل وزن الذبيحة فهم يبحثون عن أغنام سمينة وليست هزيلة او تعاني ضعفا في التغذية. ويوضح ان الشعير المتواجد في السوق لا يغطي 5% من احتياجات أصحاب المواشي في القنفذة ونحن مقبلون على موسم تزداد فيه حركة البيع للمواشي وهي فترة الإجازة ورمضان والعيد وفي ظل الانقطاع المتكرر للشعير سنتعرض لكثير من الخسائر. الشعير متوافر وعلى العكس من ذلك يوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية بالحبيل يوسف علي الفقيه أن الشعير هذه الايام متوافر بشكل أفضل مما كان عليه في السابق، حيث يتم توفير من 6 الى 7 شاحنات يوميا ويتم توزيعها على المواطنين مع التنسيق مع رجال الشرطة لتنظيم حركة البيع في الساحات المخصصة للبيع. واضاف الفقيه: هناك مشاكل تواجهنا وأغلبها من فئة الشباب الذين يزاحمون كبار السن في الحصول على الشعير، بالإضافة الى عدم تقيدهم بالأماكن المخصصة لهم عند التوزيع. ويضيف: أن هناك عقدًا بين المستوردين للشعير وبين الجمعيات التعاونية بحيث يتم البيع في داخل هذه الجمعيات فقط ومنع التجار الآخرين من البيع لأنه تم رصد مخالفات عدة لهؤلاء التجار أغلب هذه المخالفات عدم تقيدهم بالتسعيرة المحددة من الدولة.