ترحم إمام وخطيب جامع "المحيسن" بأشبيليا في خطبة الجمعة اليوم عادل بن سالم الكلباني على حال أبناء المسلمين في الوقت الحاضر، ووجَّه رسالته أملاً بانتشالهم من الواقع المر، ومشيراً إلى أن حياة جيل اليوم مليئة بالترف، غارقة في "البلايستيشن"، وأبطال الكرة، والتفحيط.. وضاعت أوقاتهم في تصوير "السناب شات"، وأهلكهم التكاثر. وقال في ثنايا الخطبة التي عنونها ب"ذكرى الهجرة": "إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعث مع الصحابة الذين بايعوه في (العقبة الأولى) مصعب بن عمير معلّماً وداعياً، وكان الشاب الفتى أول سفير معلم في الإسلام، ومكث في يثرب قرابة العام؛ ليعلِّم الناس دينهم، ويرشدهم ويهديهم، وكان من أنعم شباب قريش وأكثرهم ترفاً".
وأضاف: أين منه شباب اليوم المترفون الغارقون في النكات ومقاطع "الواتساب" المتنافسون في "البلايستيشن" والسوني؟ أبطال في الكرة والتفحيط، يتباهون بسياراتهم عند من صنعها لهم وباعها عليهم، ويتفاخرون بما لا يفعلون.. ضاعت أوقاتهم، وأفنوا حياتهم تصويراً في "السناب شات" وتكاثراً في الملذات.. أهلكهم التكاثر؛ فلا يستطيعون التصدي لعدو غاشم. واستشهد بأمير جيش المسلمين أسامة بن زيد، الذي كان يحمل لواء الجيش وعمره لا يتجاوز الثامنة عشرة، ومعاذ بن جبل الذي علّم أهل اليمن، وقضى بينهم، وتاريخه حافل بالمهمات، وكان لا يتجاوز الثامنة والعشرين من عمره.